الطب > طب الأسنان

التهاب العظم السنخي (التهاب السنخ الجاف)

يُوصَف التهابُ العظم السنخي بأنّه ألم ما بعد الجراحة داخل موقع القلع وحوله، تزداد شدته بين اليوم الأول والثالث بعد القلع، ويكون مصحوبًا بتفكّكٍ جزئي أو كلي للخثرة الدموية داخل التجويف السنخي مع رائحة فم كريهة أو بدونها، ويختفي خلال 7 إلى 10 أيام (1).

يمكن تعريف حالة التهاب العظم السنخي بأنّها منطقة مكشوفة من العظم، تتميّز بانعدام وجود خثرة فيبرينية في التجويف السنخي بعد القلع؛ إما بسبب فشل في تكوين الخثرة، وإما لفقدان الخثرة بعد تكوينها، وتترافق عادةً مع ألم متوسط إلى شديد (2).

في الوقت الحالي، لا يوجد مسمّى عالمي متفقٌ عليه لهذه الحالة، ولكنّ أكثرها شُهرةً كان "التهاب العظم السنخي " أو "التهاب السنخ الجاف"؛ إذ ظهر مصطلح "السنخ الجاف" أولَ مرّة سنة 1896 بواسطة كروفورد (2).

توصلت مراجعة علمية إلى أن التهاب العظم السنخي يحدث بعد 0.5 إلى 5% من حالات القلع الروتينية. وتشير المراجعة نفسها إلى ارتفاع النسبة بعد قلع الرحى الثالثة السفلية (ضرس العقل في الفك السفلي) لتصل إلى أكثر من 30% (2).

يصعب فحص الآليات الفيزيولوجية المشاركة في التهاب العظم السنخي على نحو كافٍ نظرًا إلى تعقيدها. وحتى الآن، لا تزال نظرية بيرنز التي تعتمد على تحلّل الفيبرين التفسيرَ الأكثر قبولًا لهذه الحالة؛ إذ تعتمد هذه النظرية على أن كميّة الرضّ الحاصلة في أثناء القلع هي السبب المباشر لحدوث التهاب السنخ لكونها تحث على تموّت بانيات العظم، إضافةً إلى نقص التروية الموضعي ومن ثم عدم التصاق بانيات العظم الميتة داخل خثرة الفيبرين، وهذا ما يسبب فشل عملية تشكّل الخثرة (2).

هناك عدّة تدابير تحمي المريض من الإصابة بالتهاب العظم السنخي (التهاب السنخ الجاف)، فما هي هذه التدابير؟

1. قد تساعد المضمضة بغسول فم بالكلورهيكسيدين قبل قلع الأسنان أو البدء بها بعد 24 ساعة منه على الوقاية من حدوث التهاب السنخ الجاف.

2. قد يساعد تطبيق مباشر لجل بالكلورهيكسيدين في التجويف بعد قلع الأسنان على منع حدوث التهاب السنخ الجاف. 

3. بالمقارنة بين تطبيق الجل والمضمضة بالكلورهيكسيدين؛ تسبب المضمضة بالكلورهيكسيدين بعضَ الآثار الضارة الطفيفة (غير المرغوب فيها)، على عكس تطبيق الجل داخل التجويف السنخي الذي لم يظهر أيَّ آثار ضارة تُذكَر.

4. تقليل الفوعة الجرثومية والحمل البكتيري في الفم قدر المستطاع. على الرغم من أنّ السنخ الجاف ليس له مُسبّب بكتيري؛ ولكنّ الأشخاص الذين يعانون سوءَ نظافة الفم (بقايا طعام ولويحة جرثومية) هم أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب السنخ الجاف (3). 

على الرغم من إمكانية حدوث التهاب السنخ الجاف لدى شريحة واسعة من المرضى؛ فهناك عوامل خطر قد تزيد من فرص حدوثه، وهذه العوامل هي: العمر، وصعوبة القلع وكمية الرضّ الحاصل، ووجود التهاب سابق في موضع القلع، وضعف الاستجابة المناعية لدى المريض، والتدخين، وإجراءات القلع للإناث لاسيما في منتصف الدورة الشهرية أو اللواتي يستعملنَ وسائل منع الحمل الفموية (2,4). 

يحرص طبيب الأسنان دائمًا على تنبيه المريض من التدخين بعد القلع خوفًا من إصابته بالتهاب السنخ الجاف، فما العلاقة بينهما؟

دائماً ما ارتبط تدخين السجائر بزيادة خطر الإصابة بالتهاب السنخ الجاف، واستنادًا إلى مراجعات عديدة في الأدب الطبّي؛ وُجِد أنّ قرابة 13.2% من مدخّني السجائر تعرّضوا لالتهاب السنخ الجاف بعد قلع الأسنان (5). 

وبناءً على تجارب عديدة لعلاج هذه الحالة، أجمعت الدراسات على أن الحلّ الأفضل لتقليل الألم الحاصل والشفاء التامّ يشمل ما يأتي:

1. يقلّل ضماد ألفوجيل من آلام السنخ الجاف عند مقارنته بضماد أوكسيد الزنك والأوجينول. على الرغم من استخدام كليهما في خطة العلاج؛ فقد أظهرت دراسات فعاليّة الألفوجيل على نظيره.

2. استخدام المخدّر والتجريف في موضع القلع.

3. الإرواء بالمحلول الملحي المعقّم.

4. العلاج بتقنية PRF (الفيبرين الغني بالصفائح الدموية) لتجديد الأنسجة.

5. تناول المسكنات ومضادات الالتهاب المناسبة كالأسيكلوفيناك (3,6). 

المصادر:

1. Talaya Zahid, Sarah Ghafoor. Molecular events in the clinicopathological diagnosis of alveolar osteitis. Journal of the Pakistan Medical Association [Internet]. 2020 [cited 2024 May 15]. 71(2):508-13. Available from: هنا

2. Ghosh A, Aggarwal VR, Moore R. Aetiology, Prevention and Management of Alveolar Osteitis—A Scoping Review. Journal of Oral Rehabilitation [Internet]. 2021 [cited 2024 May 15]; 49(1):103-13. Available from: هنا

3. Daly BJ, Sharif MO, Jones K, Worthington HV, Beattie A. Local interventions for the management of alveolar osteitis (dry socket). Cochrane Database of Systematic Reviews [Internet]. 2022 [cited 2024 May 15]; 2022(9), Available from: هنا

4. Taberner-Vallverdu M, Sanchez-Garces M, Gay-Escoda C. Efficacy of different methods used for dry socket prevention 
and risk factor analysis: A systematic review. Medicina Oral Patología Oral y Cirugia Bucal [Internet]. 2017 [cited 2024 May 15]; 22 (6):e750-8. Available from: هنا

5. Kuśnierek W, Brzezińska K, Nijakowski K, Surdacka A. Smoking as a Risk Factor for Dry Socket: A Systematic Review. Dentistry Journal [Internet]. 2022 [cited 2024 May 15]; 10(7):121. Available from: هنا

 6. Garola F, Gilligan G, Panico R, Leonardi N, Piemonte E. Clinical management of alveolar osteitis. A systematic review. Medicina Oral, Patologia Oral Y Cirugia Bucal [Internet]. 2021 [cited 2024 May 15]; 26(6):e691–702. Available from: هنا