الطب > ‏معلومة سريعة‬

الملاريا: وسائل التشخيص والعلاج

تحدثنا في مقالنا السابق عن الأعراض والمسببات وكيفية العدوى وسنتابع بالحديث عن وسائل التشخيص المتعددة والعلاج المناسب.

بدايةً، يجب التحري روتينيّاً عن الملاريا على نحوٍ عاجل لدى المسافرين كافة خلال الأسابيع أو الأشهر الأخيرة إلى منطقةٍ موبوءةٍ بالملاريا ويعانون الحمّى (2,1).

لذلك توجد عدة وسائل للتحري المخبري؛ أهمها الفحص المجهري للطاخة الدم المحيطية، إذ تُؤخَذ عينة دمٍ صغيرةٍ وتُفحص تحت المجهر. وتتميز هذه الطريقة بحساسيتها العالية لكشف طفيليات الملاريا، كما أنها تحدد الصنف المسبب للإصابة.

ويفضل دراستها خلال 24 ساعة من قدوم المريض (2,1)، وتعني سلبيتها أن الإصابة بالملاريا غير محتملة، لكن عند المرضى المضعفين مناعيَّاً تكون أعداد الطفيلي المُحدِثة للأعراض أحياناً غير قابلةٍ للكشف، لذلك يفضل إعادة اللطاخة كل 12-24 ساعة لثلاث مرات قبل نفي التشخيص نهائيَّاً (2).

إضافةً إلى الاختبار السابق، تتوفر اختبارات المسح السريع RDTs الكاشفة للمستضدات عند وضع قطرة الدم على كواشف محددة، والتي تتميز بسرعتها وتعطي النتيجة خلال 15 دقيقة، لكن حساسيتها أقلّ بكثير من الفحص المجهريّ الذي يجب إجراؤه لاحقاً سواء أكانت النتيجة سلبية أم إيجابية (2,1).

يمكن أيضاً إجراء اختبار تفاعل سلسلة البوليميراز PCR لكشف الحمض النووي للطفيلي، وهو أكثر حساسية من الاختبارين السابقين لكن مدة الاختبار الطويلة تجعل منه أقل مثالية للاستخدام في التشخيص المبدئي، ومن أهمّ إيجابياته تحديد نوع الطفيلي بدقّة وهذا ضروري في حال عدم قدرة اللطاخة على تحديده، كما أنّه يكشف مقاومة هذا النوع لبعض الأدوية ويحدد الأدوية الفعالة ضده (2,1).

عندَ تشخيص الملاريا، يجب البدء بالعلاج فوراً لتجنب الاختلاطات المهددة للحياة، ويكون ذلك عادةً في المستشفى (3,4,5).

مع العلم أن للأصناف الدوائية المضادة للملاريا صنفان يُستخدمان معاً في العلاج: يستهدف الأول الطفيليات ضمن الكريات الحمراء مثل الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين، أما الثاني فهو يحارب الأشكال الكامنة في الكبد وأشهرها البريماكين، وهناك بعض الأصناف تعمل عمل القسمين السابقين معاً مثل الأرتيميزينين والأتوفاكون-بروغوانيل (5).

ويعتمد اختيار نوع الدواء ومدة العلاج به على عوامل عدة منها:

1- نوع الطفيلي: والذي يتوقع سير المرض وشدته، وإن لبعض الأنواع نسبة نكس أعلى من غيرها لامتلاكها أشكالاً كامنة في الكبد يجب القضاء عليها، بالإضافة إلى اختلاف المقاومة الدوائية بين الأنواع.

2- الموقع الجغرافي الذي حدثت فيه الإصابة لتوقع المقاومة الدوائية.

3- العلاج سابقاً بمضادات الملاريا.

4- عمر المصاب.

5- الحمل أو الإرضاع.

6- شدة المرض عند بدء العلاج: بحالة المرض الخفيف يكون العلاج الفموي كافيّاً عادةً، لكن في الحالات الخطيرة يجب البدء بالعلاج الوريدي بالأرتيسونات سريعاً (5,4,3).

ويبقى المصابون في المستشفى لمدة 24 ساعة على الأقل بعد البدء بالعلاج لمراقبة إعطائه والاستجابة له، أما الحالات الحرجة تستوجب استشفاءً لمدة أطول (وربما عناية مشددة) مع علاج إضافي داعم (5).

المصادر:

1 - Centers for Disease Control and Prevention. Testing for Malaria [internet]. USA: CDC; [Updated 2024 Jun  25; Cited 2024 Sep 12]. Available from: هنا

2 - Centers for Disease Control and Prevention.  Evaluation and Diagnosis [internet]. U.S: CDC; [Updated 2024 Jun 24; Cited 2024 Sept 12]. Available from: هنا

3 - Centers for Disease Control and Prevention. Treatment of Malaria [internet]. U.S: CDC; [Updated 2024 Mar 25; Cited 2024 Sep 12]. Available from: هنا

4 - Centers for Disease Control and Prevention. General Approach to Treatment [internet]. U.S: CDC; [Updated 2024 Mar 26; cited 2024 Sept 12]. Available from: هنا

5 - Buck E, Finnigan NA. Malaria [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024 [Cited 2024 Sep 12]. Available from: هنا