الغذاء والتغذية > حميات وأنظمة غذائية

ماذا تعرف عن حمية كارنيفور (Carnivore)؟

حمية كارنيفور (Carnivore) هي حمية انتقائية، تعتمد على تناول اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، إضافةً إلى البيض وبعض مشتقات الحليب، أي أنّها تلغي تمامًا تناول الخضار والفواكه والحبوب والبذور والبقول والمكسرات، وهي تختلف بذلك عن حمية الكيتو التي تسمح بتناول الخضروات وبعض الفواكه.

 نَبعت فكرة هذه الحمية من أنّ أسلاف البشر كانوا يتناولون اللحم والأسماك على نحوٍ رئيس، وأنّ الحميةَ عالية محتوى الكربوهيدرات هي السبب الرئيس في عديد من المشكلات الصّحية التي نعاني منها حاليًّا. ويَنصح بها الخبراء أحيانًا لمن يعانونَ القولون العصبي وقلة تحمُّل الألياف الغذائية (1).

يقول أنصار هذه الحمية أنّ الحصول على المغذيات من مصدرها الحيواني أكثرَ فعالية من المصدر النباتي، خاصةً بسبب وجود بعض المواد المضادة للتغذية (antinutrients) مثل الألياف وحمض الفيتيك التي تؤثر تأثيرًا كبيرًا في امتصاص المعادن واستفادة الجسم منها (1).

وصرّحت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية أنّ أولئك الذين يتّبعون نظامًا غذائيًّا غنيًّا جدًّا بالحبوب والبقوليات قد يمتصون أقلّ من ثلث كمية الزنك من أولئك الذين يتناولون كمية أكبر من (حمض الفيتات - Phytic Acid)، ومن ثمَّ يمكن الاستنتاج أن أولئك الذين يتّبعون نظامًا غذائيًّا خاليًا تمامًا من الحبوب والبقوليات يحتاجون إلى كمية أقل بكثير من الزنك من المتوسط (1).

وإن متطلبات اليود في النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات تكون أقل بكثير من النظام الغذائي عالي الكربوهيدرات. وبالمثل، ترتفع مستويات أحماض أوميغا 3 في الدم في الأنظمة الغذائية الكيتونية ويُعتقد أن هذا يرجع إلى انخفاض تحويلها إلى الإيكوسانويدات الالتهابية (Eicosanoides) (1).

وفي ضوء قلق بعض الخبراء من الآثار الجانبية الصحية الخطيرة بسبب اتّباع هذه الحمية، أُجريت دراسة على 2029 متطوعًا متوسط أعمارهم 44 عامًا، قاموا فيها باتّباع نظام غذائي لاحم مدّة 14 شهرًا بدافع تحسين الصحة عمومًا وخفض الوزن، وعلى النقيض من التوقعات الشائعة، أظهرت النتائج مستويات عالية من الرضا وتحسن في الصحة العامة (البدنية والعقلية) والرفاهية والحالات الطبية المختلفة ومتوسط ​​مؤشر كتلة الجسم، أما عن نسبة الكوليسترول فقد لُوحظ ارتفاع طفيف في مستويات LDL في حين كان مستوى HDL والدهون الثلاثية مثاليًّا، إضافةً إلى حساسية عالية للأنسولين وصحة قلبية وأيضية جيدة (2).

أما عن المشاركين المصابين بمرض السكري، فقد لاحظوا فوائد تمثلت بانخفاض في متوسط ​​مؤشر كتلة الجسم والهيموجلوبين السكري واستخدام أدوية السكري (2).

إلى جانب ذلك فإنّ التخلُّص من المكونات الغذائية المسببة للحساسية أو الالتهابات (مثل (الليسيثين - Lecithin ) في الفاصوليا، و(الجليكوسيدات السيانوجينية - Cyanogenic glycosides) في بعض البذور) يُعدّ من أهم فوائد اتّباع هذه الحمية (2).

أما عن سلبيات اتّباع حمية كارنيفور، فالقلق الرئيس يكمُن في فقد بعض المكونات النباتية المضادة للأكسدة المفيدة لصحة القلب مثل (البوليفينولات - Polyphenols)، (ريزورسينول - Resorcinol ) و(الفيتوستيرول - phytosterols)، والتأثير في تشكيل ميكروبيوم الأمعاء (2)، ونقص الكالسيوم وفيتامين C على المدى البعيد (1).

وأظهرت دراسة أنّ النظام الغذائي القائم على اللحوم ارتبطَ –على النقيض من الدراسات المذكورة سابقًا – بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب ارتفاع نسبة LDL، وزيادة إشارات مستقبلات TLR القلبية الوعائية، بسبب زيادة السموم الداخلية في المصل (3).

وأن الاعتماد الغذائي على الأطعمة الحيوانية يُسبب زيادة عديد من المحركات الجزيئية المرضية لأمراض القلب والأوعية الدموية مثل TLR4 و oxLDL والإنتاج الميكروبي لأكسيد ثلاثي ميثيل أمين من الكولين والكارنيتين الناجم عن ميكروبيوم غير مواتية للجسم بسبب استهلاك الأغذية الحيوانية (3).

وفي الختام نعود للتذكير بأنّ اتّباع نظام غذائي متوازن يؤمّن للجسم كامل احتياجاته من المغذيات الكبرى والصغرى هو الأفضل لصحة الجسم والعقل على المدى الطويل.

 

المصادر:

1-   O’Hearn A. Can a carnivore diet provide all essential nutrients? Current Opinion in Endocrinology, Diabetes & Obesity [Internet]. 2020 Aug 22 [cited 2024 Sep 30];27(5):312–6. Available from: هنا
2-   Lennerz B, Mey J, Henn O, Ludwig D. Behavioral Characteristics and Self-Reported Health Status among 2029 Adults Consuming a “Carnivore Diet” [Internet]. Current Developments in nutrition, 5(12); 2023 [cited 2024 Sep 30]. Available from: هنا
3-   Najjar R. The Impacts of Animal-Based Diets in Cardiovascular Disease Development: A Cellular and Physiological Overview. Journal of Cardiovascular Development and Disease [Internet]. 2023 Jun 30 [cited 2024 Sep 30];10(7):282–2. Available from: هنا