الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
الجاتروفا؛ شجرة البترول الأخضر ماذا تعرف عنها؟
ينتمي جنس الجاتروفا Jatropha إلى قبيلة Jatropheae في عائلة الفربيونيات Euphorbiaceae ويحتوي على ما يقرب من 170 نوعًا معروفًا، أشهرها Jatropha curcas L، وهي شجيرة كثيفة أو شجرة صغيرة يصل ارتفاعها إلى 3-5 أمتار. ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار في ظل ظروف مواتية (1).
يتكون نظام الجذر من: جذر رئيس وأربعة جذور جانبية ضحلة. الفروع عارية مع لحاء ناعم بلون برونزي مخضر ولاتكس شفاف. الأوراق ناعمة بسيطة، خماسية الفصوص، على شكل قلب، طولها 10-15 سم، خضراء داكنة، قلبية الشكل أو مستديرة، متبادلة وقد تسقط مرة واحدة في السنة (1).
الأزهار المذكرة لها 5 سبلات بيضاوية الشكل، طولها أقل من 4 مم و5 بتلات مستطيلة الشكل متّحدة في النصف السفلي، كثيفة الشعر من الداخل، طولها 6-7 مم، أما الأزهار المؤنثة لها بتلات مستطيلة حرة وسبلات أكبر، طولها 4 مم (1).
الثمار عبارة عن كبسولات بيضاوية الشكل طولها 3-4 سم، ثلاثية الفصوص. تحتوي كل ثمرة على ثلاث بذور، كبيرة، مستطيلة الشكل طولها 2 سم وحلوة المذاق (1).
موطنها الأصلي:
في الجزء الشمالي الشرقي من أمريكا الجنوبية والمناطق الجافة في المكسيك، ويُزرَع حاليًّا بكثرة في عديد من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا وآسيا (1).
استخدم هذا النبات على مر السنوات في عديدٍ من الصناعات مثل إنتاج الصابون والشموع، واستخدم سياجًا حيًّا لمنع تآكل التربة واستصلاح الأراضي ، فضلًا عن استخدامه في الطب الشعبي في عديدٍ من الثقافات؛ مثلًا في الكونغو، يُعَدّ نسغ النبات المجفف الذي يُفرك حتى يتحول إلى مسحوق ويُوضع على الجروح بمثابة بنسلين، وفي ساحل العاج، تُسحق الأوراق المشوية ويُوضع المعجون على الخراجات والجروح. وقد استخدمت البذور لعلاج الاستسقاء والنقرس والشلل وأمراض الجلد وبوصفِها مليّنًا، وأيضًا مضادة للديدان، كذلك فإنّ أوراقه الخام استخدمت بوصفها علاجًا لالتهاب المفاصل وعلاج الخراج في المعدة، واستخدمت على شكل معجون لعلاج اليرقان ومشكلات الكبد (1).
وتأتي هذه الفوائد العلاجية من احتواء النبات على عديد من المركبات النشطة بيولوجيًّا مثل (1):
1- الديتيربينات (Diterpenes): التي تتمتع بأنشطة خافضة لضغط الدم ومضادة للسرطان ومضادة للفيروسات القهقرية ومضادة للالتهابات ومسكنة للألم ومضادة للميكروبات ومبيدات الحشرات وقاتلة للرخويات.
2- السيسكيتيربينويدات والتربينات الثلاثية (Sesquiterpenoids and triterpenes): مثل (تاراكساستيرول - Taraxasterol).
3- القلويدات (Alkaloids): وهي معروفةٌ بمركباتٍ مسكنة قوية ومخدرة ومضادة للملاريا ومضادة للبكتيريا ومضادة للأورام ومضادة للسرطان وعديد من الأنشطة الدوائية الأخرى.
4- الفلافونويدات (Flavonoids): مثل (نوبليتين - Nobiletin) و (تومينتين -Tomentin) وهي ذات أنشطة دوائية عديدة مثل مكافحة السرطان ومضادات الفيروسات ومضادات السموم وحماية الكبد.
5- الفينول (Phenolics): مثل (كافويلالدهيد - Caffeoylaldehyde) التي تتمتع بتأثيراتٍ مضادة للتخثر ومضادة للالتهابات.
6- البروتينات بنسبة مرتفعة.
ومن أهم الخصائص العلاجية للجاتروفا (1):
1- تأثير مضاد للأكسدة ومضاد للميكروبات.
2- النشاط المضاد للسرطان بسبب محتواها العالي من التربينات، وقد ثبت أن هذه المركبات سامة للخلايا ومثبطة للأورام.
3- النشاط الوقائي للكبد:
أظهر علم أمراض الكبد أن مستخلصات الجاتروفا قللت حدوثَ آفات الكبد والتسلل الليمفاوي ونخر الكبد الناجم عن الأفلاتوكسين في فئران التجربة
4- النشاط المضاد لمرض السكري:
أُبلِغَ عن تأثيراتٍ مضادة لارتفاع سكر الدم للمستخلص الإيثانولي بنسبة 50٪ من أوراق الجاتروفا، إذ تُعطَى عن طريق الفم لفئران التجارب المصابة بمرض السكري.
5- النشاط المضاد للفيروسات:
المستخلصات المائية والميثانولية من فروع J. curcas أظهرت نشاطًا فعّالًا في تثبيط التأثيرات الخلوية المرضية الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية.
سُمّية نبات الجاتروفا:
على الرغم من فوائدها المتعددة ،غيرَ أنّه لا ينصح بتناولها بشكلها الخام، وذلك لاحتوائها على عديدٍ من المركبات السامة أهمها (إسترات الفوربول - Phorbol esters) و(الكيرسين - curcin) التي توجد في البذور على نحوٍ أساس. من المواد السامة أيضًا (الفيتات - phytate) المضادة للتغذية وعوامل مثبطة للتربسين (trypsin inhibitor factors) (1,2).
تختلف درجة السُّمية حسب أنواع المستخلص وطبيعة المواد المختبرة والجرعة وطريقة الإعطاء وحساسية الجسم. عمومًا، تُعدّ البذور سامة للإنسان، إذ تُسبب أعراض الدوخة، والتقيؤ، والهذيان، وصدمة العضلات، وانخفاض القدرة البصرية، وارتفاع معدل النبض والإسهال (1).
أما عند الحيوانات (الأغنام والماعز والفئران وأسماك الكارب وغيرها)، لُوحظت أعراض الإسهال ونزيف العين والتهاب القناة المعوية، وقد أشارت التقارير إلى تحريض الأورام عن طريق التطبيق الموضعي لمستخلص الميثانول من زيت الجاتروفا مع إصابة 36٪ من الحيوانات بأورام جلدية خلال 30 أسبوعًا (1, 2).
يمكننا الاعتقاد أنّ ثاني أهم استخدام للجاتروفا بعد استخراج الوقود هو إنتاج العلف للحيوانات، ويتم ذلك باستخدام المخلفات أو المنتجات الثانوية لعملية استخراج الزيت وهي (كعكة البذور JSC، وجبة البذور JKM)، لكن هذه المخلفات مازالت تحتوي عديدًا من المركبات السامة مثل إسترات الفوربول وعوامل مضادة للتغذية مثل مثبط التربسين والليكتينات والفيتات. لا يمكن استخدام هذه المخلفات أو عزل البروتين بوصفهِ علفًا للحيوانات إلّا بعد إبطال أو إزالة إسترات فوربول (3).
وتُتّبَع إحدى الطرائق الآتية في معالجة السمية:
1- طرائق فيزيائية:
باستخدام المعالجة الحرارية أو الإشعاع أو إزالة الروائح, يُبطَل مفعول مثبطات التربسين عن طريق المعالجات الفيزيائية، وحساسيتها للحرارة تجعل التّعرُّض لدرجات حرارة عالية ضروريًّا لتحلل هذه المركبات جزئيًّا أو كليًّا. أما عن أسترات الفوبول المعالجات الحرارية وحدها قد لا تكون كافية لتقليل تركيزها على نحوٍ كبير (4).
2- طرائق كيميائية:
عن طريق المعالجة بمركبات كيميائية انتقائية في تثبيط المواد السامة (4).
3- طرائق بيولوجية:
باستخدام سلالات مختلفة من الفطريات والبكتيريا لإنتاج الإنزيمات والمستقلبات وغيرها من المنتجات الصالحة للأكل، وبالتالي توفير بديل للمعالجات الفيزيائية والكيميائية. مثلًا كانت المعالجات البكتيرية هي الأكثر فعالية في إزالة الليكتين، حيث حققت قيم اختزال تصل إلى 87٪ باستخدام Lactobacillus acidophilus (4).
أما عن كفاءة استخدام منتجات الجاتروفا كعلف حيواني، فقد بينت دراسة أُجريت على الفئران أن وجبة بذور الجاتروفا (JKM) تحتوي على ما نسبته 60% من البروتين الخام، ومحتواها من الليسين مرتفع، وأوصت أنّه يمكن استخدام JKM كمصدر بروتين علف للحيوانات بمستوى لا يزيد عن 40٪ من مصدر البروتين الغذائي (5).
وفي دراسة أخرى أجريت على أسماك الكارب، أظهرت انخفاض الكوليسترول في البلازما والكرياتينين على نحوٍ ملحوظ في المجموعات التي تغذت على البروتين النباتي. تشير النتائج إلى أن بروتين الجاتروفا منزوع السموم (DJPI) غير سام للكارب ويمكن استخدامه في وجباته بنسبة تصل إلى 75٪ (2).
المصادر: