التعريض المزدوج Double Exposure

اشتُهر التّصوير الفوتوغرافي بقدرته على توثيق الواقع بأمانة منذ إنشائه عام 1839. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ،  فبعد اختراعه بفترة وجيزة اكتشفَ المصوّرون طريقة لإضفاء بعض السحر على عملهم (1). بأن يكون لدينا صور مُتعددّة مُشتركة في إطار واحد ليصبح المنتج النهائي عالمان مندمجان في واحد. وتُعرَف هذه التقنية السحرية باسم التصوير بالتعرُّض المزدوج (1).

التعرُّض المزدوج أو (Double exposure): هو تقنية في التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، يُعرّض الفيلم مرتين لالتقاط صورتين مختلفتين ودمجها في إطارٍ واحد لخلق تأثيرٍ شبحي (3,2).

ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر بعضًا من أوائل الصور التي اُستخدم فيها التعرُّض المزدوج، إذ آمن كثيرون بأنّه يمكن التقاط الأرواح من خلال الكاميرا، وسعوا إلى تحقيق ذلك عن طريق تعريض الإطار للضوء مرتين لخلق هذا التأثير المتراكب (الأولى بوضعية ما ومن ثمَّ تتغير الوضيعة ليبدو وكأنك تتصور مع توءَم لك) (1).

أمّا اليوم فيمكن لبعض الكاميرات الرّقمية المتطوّرة إنشاء تعريضات مزدوجة في الكاميرا مباشرةً مع شاشة LCD تعرض لك النتيجة بمجرد التقاطها. فلا داعي هناك للتخمين او لبذل مجهود داخل الغرفة المظلمة.

وإذا لم تكن محظوظًا بما يكفي لامتلاك إحدى الكاميرات التي يمكنها القيام بذلك نيابةً عنك، فإنّ برنامج Adobe Photoshop يجعل من السهل للغاية وضع الصور فوق بعضها البعض. 

وهكذا، فإن التقنية التي ظهرت وازدهرت بكونها محاولة لالتقاط أرواح الأصدقاء والأقرباء الراحلين وكانت تتطلّب كثيرًا من الدقة والمجهود والحظ، تطورت لتُصبح أداةً فنيةً في متناول الجميع للتعبير عن أحلام أو هواجس أو مشاعر لحظية ومتلاشية (1).

المصادر: