الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة السياسية

ما تداعيات الديكتاتورية العسكرية على الدولة؟

توضِّح التجارب السابقة ثلاث نتائج محتملة عند الإطاحة بديكتاتور؛ فإمَّا يبقى النظام نفسه في ظل قيادة جديدة، أو ترسى الديمقراطية، أو يُستَبدَل النظام القديم بنظام استبدادي جديد. ومنذ الحرب العالمية الثانية؛ شهدت أكثر من نصف تغييرات النظام انتقالات من نظام استبدادي إلى آخر (1)؛ إذ يؤسِّس الديكتاتور لديكتاتور بعده.

فما تداعيات الديكتاتورية العسكرية على الدولة؟  

تستخدم الأنظمة السلطوية قوتها العسكرية لقمع حقوق الإنسان وانتهاك الكرامة الشخصية لأفراد المجتمع (2).

تهتم الأنظمة العسكرية بتماسك القوات المسلحة في المقام الأول، ويتطلب ذلك خدمة الجيش بميزانية عسكرية مرتفعة؛ ما يعني تخصيص قدر كبير من الموارد العامة للخدمات أو النفقات العسكرية (3).

وفي حين تُستخدم العقوبات الاقتصادية وسيلةَ ضغطٍ على بلد ما بهدف إحداث تغيير سياسي أو مؤسساتي في البلد المُستهدَف أو زعزعة استقرار النظام القائم؛ تشير الدراسات إلى نمو ثروة الديكتاتور في ظل العقوبات الاقتصادية، إضافة لانخفاض تكاليف شراء ولاء أتباعه (4).

لا يستطيع أي ديكتاتور عسكري أن يحكم وحيداً، بل يعتمد على العديد من الوزراء والمسؤولين في إدارة شؤون البلاد، وهو ما يدفع الديكتاتور إلى تغيير المسؤولين والقادة العسكريين دوريَّاً؛ بتبديل مناصبهم أو فصلهم لمنعهم من زيادة نفوذهم وتشكيل خطر على سلطته (3).

وتحتفظ الأنظمة الديكتاتورية بمؤسسات سياسية تخفي طبيعتها الاستبدادية؛ فتسمح بالعمل السياسي وتنظيم انتخابات شكلية، ولكنها -في الواقع- تُستَخدم في إعادة توزيع السلطة بين مؤيدي النظام (3).

المصادر:

1- Geddes B, Wright J, Frantz E. Autocratic breakdown and regime transitions: A new dataset. Perspect Polit. 2014;12(2):313–31. Available from: هنا

2- Poe SC, Tate CN, Keith LC. Repression of human rights to personal integrity in the 1980s: A global analysis. Am Polit Sci Rev. 1999;93(4):853–72. Available from: هنا

3- Svolik, M.W. (2013) The politics of authoritarian rule. New York: Cambridge University Press. Available at: هنا

4- Escribà-Folch, A. (2009) Authoritarian responses to foreign pressure: Spending, repression, and sanctions. Barcelona: Institut Barcelona d’Estudis Internacionals. Available at: هنا