الطب > علوم عصبية وطب نفسي
السر وراء وهم غاليليو البصري
لاحظ غاليلو اختلافاً في رؤية الكواكب بالعين المجردة عن رؤيتها بواسطة التلسكوب، فبالنظر بالعين المجردة تبدو الكواكب "متسعة" ولها "إكليل متوهج"، الأمر الذي يجعل من الزهرة يبدو أكبر بعشر مرات من المشتري رغم كون المشتري انما المشتري أكبر من الزهرة بأربع مرات(وفقاً لجاليليو عام 1632م). ورغم أنه أدرك أن هذا الوهم ليس بسبب الجسم نفسه وإنما بسبب عين الناظر، إلا أنه لم يفهم كيف ولماذا يحصل هذا الوهم البصري. افترض غاليلو أن هذه الظاهرة قد يكون سببها انكسار الأشعة الضوئية على الخلط المائي (سائل رطب يغطي بؤبؤ العين)، أو أن الأشعة الضوئية قد انكسرت عند حواف الجفن وثم عبرت البؤبؤ، ولكن لم يستطع أن يتأكد من صحة أيٍّ من هذه الفرضيات. وسمّيت هذه الظاهرة بـ "وهم غاليلو البصري" كونه أول من لاحظها، وحاول العلماء بعده تفسيرها ولكن لم يستطيعوا الوصول إلى تفسير دقيقٍ ومؤكد.
مؤخراً، قام علماء بدراسة "وهم غاليلو" واستطاعوا الوصول إلى حل لغزه، حيث اكتشفوا أن تفسير هذه الظاهرة يتعلق بالطريقة التي صُمّم بها الدماغ ليرى الأجسام البيضاء في مقابل الأجسام السوداء. فبفحص الاستجابة التي تستجيب بها العصبونات في المنطقة البصرية للدماغ عند التنبيه بالضوء والتنبيه بالظلام، لاحظوا أنه بينما يتسبب التنبيه بالظلام استجابة تمثل الحجم بدقة، فإن التنبيه بالضوء على العكس من ذلك يسبب استجابة غير خطية ومُضخمة ما يجعلها لا تمثل الحجم الحقيقي للجسم بدقة. الأمر الذي يجعل بقعة بيضاء على خلفية سوداء تبدو أكبر من بقعة سوداء بنفس الحجم على خلفية بيضاء. وبدراسة الطريقة التي تتوضع وتتواصل بها العصبونات في شبكية العين والدماغ، وجد العلماء أن هذه التأثيرات تكمن في التركيب المسؤول أساساً عن الرؤية - وهي المستقبلات الضوئية في العين.
هذا التأثير يطال كل شيء نراه من الوجوه -التي نراها اعتماداً على أجزائها المظلمة في ضوء النهار- إلى سهولة قراءة النص الأسود على خلفية بيضاء مقارنة بنص أبيض على خلفية سوداء (ظاهرة معروفة تماما وغير مفسرة قبل تاريخ الدراسة).
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا