الفن الجاهز (Readymade)

عجلة دراجة+ كرسي خشبي= عمل فني! 

الفن الجاهز (Ready-made): هو مصطلح فنّي أطلقه الفنان الفرنسي مارسيل دوشامب (Marcel Duchamp) عامَ 1916م ليصف به الأشياء والمنتجات التي جُرِّدت من وظيفتها الأساسية النفعيّة، وصُنِّفت عملًا فنيًّا. ويضاف إليه أيضًا مصطلح (Assisted Readymade) أو ما يُعرَف بالفن شبه الجاهز الذي يشير إلى الأعمال من النوع نفسه مع اختلاف أن الفنان قد دمجَ عناصرها أو عدّلها (1).

ويُعدّ دوشامب أحد روّاد الحركة الدادائية (Dada movement) التي شكّكت بماهية الفن وكيفية صناعته والافتراضات الراسخة عنه. وعلى الرغم من أنه كان ناجحًا بصفته رسّامًا في باريس قبيل الحرب العالمية الأولى؛ لكنه تخلّى بعدها بفترة قصيرة عن الرسم كليًّا، موضّحًا: "إنني مهتمّ بالأفكار وليس فقط بالناتج البصري". وتحدّى دوشامب بذلك المعايير الفنية المتعارف عليها بالبحث عن بديل لتمثيل الأشياء بغير الأساليب الفنية المتّبعة آنذاك؛ عن طريق اختيار عناصر عادية وتقديمها كما هي بذاتها على أنها فن، وهكذا فتح حوارًا عن طبيعة الفن وماهيته (2,3).

تركزت اختياراته على الأشياء والمنتجات من الحياة اليومية لاسيما تلك المتاحة على نحو واسع تجاريًّا والتي غالبًا ما تكون نفعيّة بلا مبالاة بصرية تامة مع غيابٍ تام للذوق الجيد أو السيّئ، ووصفَها بأنها أعمال فنية وعنوَنَها انطلاقًا من أنّ أي شيء عادي -حسب زعم دوشامب- يمكن أن يرتقي إلى عمل فني إذا أراد له الفنان ذلك (2).

ترتكز نظرية دوشامب على ثلاث نقاط أساسية وهي:

·       عملية اختيار العنصر بحد ذاتها تعدّ عملًا إبداعيًّا.

·       إلغاء الوظيفة النفعية للعنصر يجعله فنًّا.

·       إضافة عنوان للعنصر وعرضه يمنحه معنى وفكرًا جديدًا.

على الرغم من أن دوشامب أراد بهذا المصطلح وصف أعماله الخاصة؛ لكنه بات يُطلَق على عديدٍ من الأعمال الفنية المصنوعة من مواد جاهزة، مثل أعمال الفنانين البريطانيين الشباب (YBA) كعمل (My bed)  للفنانة تريسي إمين (Tracey Emin) (4).

ولعلَّ أوضح مثال عن الفن الجاهز هو عجلة الدراجة (Bicycle Wheel) لمارسيل دوشامب عام 1913م الذي صنع منه ثلاث نسخ؛ ضاع منها اثنتان وحُفِظت الأخيرة في متحف الفن الحديث بنيويورك (MoMA) (5).

لا بُدّ من القول إنّ هذا التوجه الذي اتبعه دوشامب قد عطّل دور الفنان كمبدع وصانع لأعمال أصلية وفذّة تُبتَكر يدويًّا، ليقتصر هذا الدور على كونه المُختار لا الصانع (2,4). وتحدّت الأعمال الفنية الجاهزة فكرة أن الفن يجب أن يكون جميلًا، وبذلك مهّد دوشامب الطريق أمام الفن المفاهيمي (Conceptual art) الذي يعتقد أنّ الفكرة وراء العمل الفني أهم من النتيجة البصرية النهائية وخدمة العقل، فضلًا عن الفن البصري البحت (Retinal art) الذي يهدف إلى إرضاء العين فقط (2).

المصادر: