(HMPV) فيروس جديد يطرق أبواب الصين؛ أهو وباء قادم، أم ماذا؟!

انتشرت في الأسابيع الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهدَ لمستشفيات في الصين مكتظَّة بأشخاص يرتدون الكمامات؛ ما أثار المخاوف من حدوث جائحة أخرى، وقد صرَّحت بكين منذ ذلك الحين بارتفاع حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري (HMPV) وخاصة بين الأطفال (1)، فما هو هذا الفيروس؟ وما أعراضه؟

الفيروس الرئوي البشري (Human Metapneumovirus) هو فيروس تنفسي شائع يصيب الجهاز التنفسي، وهو مرض موسمي يحدث عادةً في أواخر الشتاء وأوائل الربيع (2)، إذ تسبب الإصابةُ به التهاباً بسيطاً في الطرق التنفسية العلوية لدى الأطفال والبالغين الأصحاء، لكن من الشائع ملاحظة أعراض حادة عند الأشخاص الذين يعانون ضعفَ المناعة وعند كبار السن، وتكون الإصابة مرةً أخرى شائعة إما بسبب عدم كفاية الأضداد المتشكلة، وإما بسبب الإصابة بنمط مَصلي مختلف (3).

وقد عُزِل الفيروس أولَ مرة عام 2001 في هولندا، ومن المعروف الآن أنه السبب الثاني الأكثر شيوعًا لإنتانات الطرق التنفسية السفلية لدى الأطفال بعد الفيروس المخلوي التنفسي (Human respiratory syncytial virus) (4,3).

وتشمل الأعراض المرتبطة بالفيروس كلًّا من الحمى والسعال واحتقان الأنف والبلعوم وتسرُّع التنفس، وقد تتطور الأعراض السريرية إلى التهاب الشعب الهوائية وضيق التنفس ونقص الأكسجة.

كذلك، يشكو قرابة نصف الأطفال أعراضَ التهاب الأذن الوسطى، وتتراوح فترة حضانته من 3 إلى 6 أيام (4,3).

و ينتقل فيروس (HMPV) عادةً عبر الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين من خلال المصافحة والسعال والعطاس، وكذلك لمس الأسطح الملوثة ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين (4,3).

في الوقت الحالي، لا يوجد علاج محدد مُضاد للفيروسات ولا لقاح لمنع الإصابة بفيروس (HMPV)؛ إنما يُوصى بالرعاية التلطيفية والعلاج الداعم العرضي (4,3).

ومثل غيره من الأمراض التنفسية؛ يمكن الحدُّ من انتشاره من خلال غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، وتجنب الاتصال الوثيق مع المرضى، كذلك يجب على المصابين تغطية الأنف والفم عند السعال والعطاس والامتناع عن تقبيل الآخرين، إضافةً إلى تنظيف الأسطح الملوثة (4).

وأخيرًا، وبحسب الخبراء، فإن المخاوف من حدوث جائحة أخرى مبالغٌ فيها، لأن الأوبئة عادةً ما تكون ناجمةً عن مسببات أمراض جديدة، وهذا ليس هو الحال بالنسبة لفيروس (HMPV) الموجود منذ عقود (1).

المصادر: