الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

حصان طروادة الجديد: استخدام الخلايا السرطانية لقتل الأورام

تمتلك أجسامنا القدرة الطبيعيّة على استهداف الخلايا الخبيثة وقتلها، وقد سعى العلماء منذ فترة طويلة إلى استخدام نظام المناعة لدينا لعلاج الأمراض الصعبة، مثل السرطان. إن العلاج المناعي للأورام، الذي يعزز قدرة الجهاز المناعي في الجسم على التعرف إلى الخلايا غير الطبيعيّة وقتلها، يشكل تقدمًا واعدًا للغاية في العلاج الحديث للسرطان (1).

أصبحت العلاجات المناعية واحدة من أكثر التطوّرات الواعدة في مجال علاج السرطان الحديث. يستخدم جهاز المناعة لدينا نوعًا من كريات الدم البيضاء، وهي الخلايا التائيّة السامّة CD8+، للبحث عن الخلايا غير الطبيعيّة وتدميرها، مثل الخلايا السرطانية. ومع ذلك، يمكن لبعض الخلايا السرطانية تجنب تمييزها، ومن ثم تجنب التعرض للهجوم من قبل الخلايا التائيّة السامّة CD8+ (2).

نجح الباحثون في تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية في مواقع متعدّدة داخل الجسم وتقليل نمو الورم في الفئران، من خلال الحقن المباشر للخلايا السرطانيّة المُهندَسة في الأورام. تعدّ هذه الإستراتيجية الجديدة نهجًا علاجيًّا محتملًا يمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاجات المناعية الموجودة، لتعزيز قدرة الجسم على مكافحة السرطان في المستقبل (1).

عمل الباحثون على تنشيط التعبير عن بروتين RIPK3 (Receptor-interacting protein kinase 3)، وهو بروتين مساعد في عملية الموت الخلوي التي تُدعى "التنخّر" داخل الخلايا السرطانية. يحدث ذلك بتعبئة الجين الذي يشفّر هذا البروتين الانتحاري (RIPK3) في الفيروسات المرتبطة بالغدية (AAVs)، التي بدورها تسلمه إلى الخلية السرطانية (1).  

عند حقن هذه الخلايا السرطانية المُعاد هندستها داخل الأورام، وبمجرّد التعبير عن البروتين RIPK3، يؤدي ذلك إلى إنتاج السيتوكينات والكيموكينات التي تقوم بتنشيط الخلايا المناعية البالعة بالإضافة إلى الخلايا التائية السامة CD8+ التي تعمل على مهاجمة الورم، ومن ثم إبطاء نمو الورم (1, 3).

اختبر العلماء هذه الخلايا إضافةً إلى علاج α-PD-1، وهو نوع من العلاجات المناعية التي تستهدف نقاط التفتيش المناعية، ولاحظوا التحسن في الاستجابة المناعية بنحو كبير عند الفئران؛ فقد وجد الباحثون أن إدخال الخلايا في الأورام جنبًا إلى جنب مع α-PD-1 قد أدى إلى إزالة كاملة للأورام في 69.2% من الفئران وتحكم كبير في نمو الأورام، مما يشير إلى فعالية هذا النهج في تعزيز العلاج المناعي وتحقيق نتائج إيجابية ضد السرطان (1).

وتعد هذه النتائج واعدة وتشير إلى استراتيجية جديدة محتملة لاستغلال الخلايا التائية CD8+ لعلاج السرطان. أظهر الباحثون أيضًا أن هذا المسار النخري يمكن دمجه بفاعلية مع العلاجات المناعية الحاليّة لتحسين القضاء على الورم لدى الفئران، مما يسلّط الضوء بنحو أكبر على إمكانيّة استخدام هذا المسار سريريًا بالتزامن مع علاجات أخرى، ومع ذلك، تم التحقّق من صحّة هذه الدراسة بشكل رئيسي في نماذج الفئران، ويلزم القيام بالمزيد من العمل لإظهار مدى فائدتها لمرضى السرطان (1).

من الصعب التنبؤ بمدى نجاح هذا النهج ومدى تنفيذه، لكن هذا العمل يوفر تقدمًا مهمًا في المعرفة حول المناعة المضادّة للأورام.

المصادر:

1 Snyder, A.G. et al. (2019a) ‘Intratumoral activation of the necroptotic pathway components Ripk1 and Ripk3 Potentiates Antitumor Immunity’, Science Immunology, 4(36). doi:10.1126/sciimmunol.aaw2004.(Accessed: 3 May 2024) هنا

2 Philip, M. and Schietinger, A. (2022) CD8+T cell differentiation and dysfunction in cancer, Nature reviews. Immunology.(Accessed: 20 May 2024). Available at:

هنا

3 NCI Staff (2019) Could necroptosis enhance cancer immunotherapy?, Could Necroptosis Enhance Cancer Immunotherapy? - NCI.(Accessed: 3 May 2024) Available at:

هنا