رحلة الدم داخل بنوك الدم

يخضع الدّم بعدَ تبرعنا به لسلسلة من العمليات قبل أن يُصبحَ جاهزًا للنقل، فالخطوة الأولى في بنك الدم هي جمع الدم، إذ يُجمَع الدم الكامل في أكياس بحجم 350 إلى 450 مل مع مركب سترات فوسفات دكستروز الأدينين الذي يُعرَف اختصارًا ب (CPDA-1) وهي المادة الحافظة المفضلة في بنوك الدم،  وتعمل السيترات فيها بوصفها مضادًا للتخثر، بينما يحافظ الفوسفات و الدكستروز والأدينين على خلايا الدم الحمراء عن طريق إبطاء تحلُّلِها (2,1).

وفي أثناء الجمع تؤخذ بضعة أنابيب صغيرة وتُرسَل لتحديد الزمرة والمعالجة والاختبار، وتشمل الاختبارات المُجراة على الدم كل من التهاب الكبد B و C وفيروس نقص المناعة البشري HIV، ولا يُستخدَم الدم بحال كانت نتيجة أي من الاختبارات السابقة إيجابية، مع إعلام المُتبرِّع بتلك النتائج (4,3).

بعد ذلك يجب فصل الدم الكامل إما عن طريق الطرد المركزي، أو الترشيح اعتمادًا على اختلاف الثقل النوعي أو الأحجام لمكوّنات الدم، إذ يُفصَل الدم إلى مكوناته من خلايا الدم الحمراء والصفيحات والبلازما، وتُزال خلايا الدم البيضاء من الدم لتقليل فرصة حدوث ردّ فعل لدى المتلقي من عملية نقل الدم، ويمكن معالجة البلازما إلى مكونات مثل الرسابة البردية (cryoprecipitate) التي تساعد الدم على التّخثر بحالات النزف. في بعض الحالات، يُؤخَذ المكون المطلوب وتُعاد باقي مكونات الدم للمتبرع بعمليتي جمع وفصل متزامنتين (4,1).

بعد الانتهاء من فحص الدم ومعالجته، يُعبّأ كل مكون على هيئة وحدة (unit) وهي كمية موحدة يستخدمها الأطباء عند نقل دم المريض، إذ تخزّن الكريات الحمراء مدة تصل إلى 42 يومًا وذلك بدرجة حرارة تتراوح ما بين +2 و+6 درجة مئوية، أما الصفيحات (والتي توضع في جهاز مُحَرِّك agitators) والكريات البيض تبقى مدّة خمسة أيام بحرارة ما بين +20 و+24 درجة مئوية، بالمقابل فإنّ البلازما ومنتجاتها تُخزَّن مُجمَّدة بدرجة حرارة أقل من -18 درجة مئوية وقد تبقى محفوظة عامًا كاملًا، ويمكن رصد التغيُّرات في درجات الحرارة وتوثيقها إما من خلال المؤشرات المثبتة على الوحدات أو فحص كل مكون يدويًّا للتأكُّد من عدم وجود أي خلل، فالغاية من تخزين ونقل تلك المكونات بطريقة صحيحة هي للحفاظ على وظيفتها البيولوجية وتقليل كل من أنشطتها الاستقلابية ونمو الجراثيم فيها وفي النهاية تأمين الدم لمن هم بحاجته (4,1).

المصادر: