لماذا نتبرع بالدم؟

فوائد التبرع بالدم

يُعد التبرع بالدم عملًا إنسانيًّا عظيمًا، فهو لا يقتصر فقط على إنقاذ الأرواح فحسب، بل يقدم فوائد صحية عديدة للمتبرع نفسه أيضًا. يسهم الأفراد عن طريق هذا العمل النبيل مباشرةً في دعم النظام الصحي ومساعدة المرضى المحتاجين.

التبرع بالدم ينقذ الأرواح: وفقًا للخبراء، كالدكتور روبرت دي سيموني، قد يُنقذ تبرع واحد بالدم حياة ما يصل إلى ثلاثة أشخاص (1). يُستخدم الدم المتبرع به في مجموعة واسعة من الحالات الطبية، بما في ذلك رعاية المرضى في حالات الطوارئ، ودعم العمليات الجراحية، وعلاج الأمراض المزمنة. يوفر الدم المُتبرع به مكونات حيوية أساسية، كخلايا الدم الحمراء والبلازما والصفائح الدموية. حتى دم المتبرعين الذين يعانون حالات وراثية، كالتي تؤدي إلى ارتفاع مستويات الحديد في الدم، يمكن الاستفادة منه بطريقة فعالة (1, 2).

تعزيز الصحة النفسية والعاطفية: لا يقتصر التبرع بالدم على إنقاذ الأرواح فحسب، بل يمتد أثره الإيجابي ليشمل الصحة النفسية والعاطفية للمتبرعين. يمنح التبرع شعورًا بالهدف والانتماء إلى المجتمع، مما يقلل مستويات التوتر ويزيد مشاعر السعادة والرضا. تشير الدراسات إلى أن القيام بأعمال الخير، كالتبرع بالدم، يسهم في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب ويعزز الرضا عن الحياة. ويبرز هذا الأثر خصوصًا في الأزمات، إذ يمنح التبرع شعورًا إيجابيًّا بالإسهام في دعم الآخرين ومساندتهم في مواجهة التحديات (1).

حرق السعرات الحرارية: إلى جانب فوائده الصحية والإنسانية، يسهم التبرع بالدم في حرق السعرات الحرارية، إذ يحرق الجسم حوالي 500 سعرة حرارية في أثناء عملية تجديد الدم بعد التبرع. هذا التأثير يجعل تناول الوجبات الخفيفة بعد التبرع تجربة ممتعة، دون الشعور بالذنب (1).

فحص صحي مجاني: يمنح التبرع بالدم فرصة للحصول على فحص صحي مجاني وشامل. يشمل هذا الفحص قياس العلامات الحيوية، كضغط الدم ومستويات الهيموغلوبين، مما قد يساعد على الكشف المبكر عن حالات صحية غير مُشخّصة، كارتفاع ضغط الدم، ويجري توجيه المتبرعين للحصول على الرعاية الطبية اللازمة. إضافة إلى ذلك، يُعد تحديد فصيلة الدم ميزةً مهمة قد تكون مفيدة في حالات الطوارئ المستقبلية. ويُجرى اختبارات دقيقة للكشف عن الأمراض المعدية، ما يساعد المتبرعين على متابعة حالتهم الصحية وضمان سلامتهم (1, 2).

تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: يرتبط التبرع المنتظم بالدم بفوائد ملموسة لصحة القلب والأوعية الدموية، إذ يساعد على تقليل لزوجة الدم وخفض مستويات الهيموغلوبين، مما يقلل خطر الإصابة بالتجلطات الدموية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، فضلًا عن أنه يقدم التبرع بالدم فائدة خاصة للأشخاص المصابين بمرض زيادة الحديد الوراثي، إذ يسهم في تخليص الجسم من الكميات الزائدة من الحديد. لا تقتصر الفائدة هنا على المستفيدين من الدم المتبرع به، بل تمتد إلى حماية المتبرعين أنفسهم من المضاعفات الناتجة عن تراكم الحديد أيضًا (1، 2).

تقليل الإجهاد التأكسدي: يسهم التبرع بالدم في تقليل الإجهاد التأكسدي عن طريق خفض مستويات المواد الضارة في الجسم، مما يحمي الخلايا من الشيخوخة والتلف. إضافة إلى ذلك، يعزز التبرع نشاط مضادات الأكسدة، ما يسهم في دعم الصحة العامة على المدى الطويل (3).

في الختام، يُعد التبرع بالدم وسيلة فعّالة لإنقاذ الأرواح وتعزيز الصحة الشخصية، مع بناء روابط مجتمعية أقوى. عند التبرع بالدم، لا تسهم فقط في تلبية حاجة طبية ملحّة، بل تحقق فوائد ملموسة للصحة والرفاء أيضًا.

المصادر: