معتقلات الماضي.. متاحف المستقبل

حين تُحوَّل السجون والمعتقلات إلى متاحفَ، فإنَّها تؤدي دورًا تربويًّا وتثقيفيًّا هدفه تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية باستخدام حوارٍ تفاعلي يحفِّز التفكير النقدي. ويتطلَّب التثقيف التفاعلي الاستماعَ الجيد من الزوَّار، وكذلك دعوتهم إلى التحدُّث والتساؤل.

وتعالج هذه المتاحف أيضًا مشكلاتِ التفاوت الاجتماعي التي تؤثّر بصورة خاصة في الشرائح الفقيرة اقتصاديًّا (1).

وتتطلَّب هذه المرافق ميزانياتٍ ليست بقليلة لتصميم طرق العرض بعناية لتجذب اهتمام الزوَّار.

وتتطلب أيضًا إداريين ذوي مهارة وفهم عميق للتاريخ الجزائي (2).

من الأمثلة على متاحف السجون:

• من أشهر رموز الرعب والإبادة الجماعية عالميًّا.
• أُسِّس في بولندا عام 1940.
• كان أكبر المراكز التي وظفها النازيون ضمن خطتهم لإبادة يهود أوروبا (3).
• يُوظَّف اليوم بوصفه موقعًا تذكاريًّا للتحذير من المآسي التي تفرزها أيديولوجيات الكراهية المدمِّرة، وزاره في عام 2023 أكثر من 1.6 مليون زائر (4).

2- سجون النظام الشيوعي السابق في رومانيا:

• خمسة سجون أُنشئت عام 1945، وتشهد على القمع الذي مارسه النظام الشيوعي ضدَّ معارضيه.
• أخذت على عاتقها مهمةَ التحويل إلى الإيديولوجية الشيوعية؛ وهي العملية التي أودت بحياة مئات الآلاف من الناس.
• جميع المباني الآن محمية بوصفها آثارًا تاريخيةً وطنيةً على أعلى مستوى، وتستمر أعمال الحفظ فيها، وقد رُشِّحت لقائمة التراث العالمي (5).

3- متحف "ESMA" – مركز سرِّي سابق للاعتقال؛ الأرجنتين:

• يوجد داخل مدرسة الميكانيك السابقة للبحرية الأرجنتينية.
• وُظِّف بوصفه مركزَ اعتقال سريًّا في أثناء فترة الحكم الديكتاتوري (1976-1983) لاحتجاز المعارضين واستجوابهم وتعذيبهم وقتلهم.
• سجَّله اليونيسكو في عام 2023 على أنه تراث عالمي؛ لقيمته وأصالته (6).

4- متحف (Robben Island) في جنوب أفريقيا:

• جزيرة في خليج كيب تاون تتمتع بنظام بيئي غني، وكانت موطنًا لشعوب المنطقة الأصليين.
• حُوِّلت إلى سجن شديد الحراسة احتُجز فيه نيلسون مانديلا ومناضلون آخرون خلال عقود الفصل العنصري من عام 1961 حتى إغلاقه في عام 1991.
• أُعيد افتتاحه متحفًا عام 1996 (1)، وسُجِّل في قائمة التراث العالمي عام 1999 (7).

5- متحف "آمنة سوراكا" في السليمانية؛ كردستان العراق:

• يُعرف بالمتحف الأحمر إشارةً إلى دماء أكثر من ألف كردي تعرضوا للتعذيب والقتل داخل جدرانه؛ وذلك عندما كان سجنًا شديد الحراسة في عهد صدام حسين (1968-2003).
• استخدم حزبُ البعث -بقيادة صدام- المبنى بوصفه جزءًا من مهمته لتدمير الثقافة والتاريخ والاقتصاد الكردي.
• قُرِّر تحويل جزء منه إلى متحف ​​بهدف تذكُّر الجرائم ضد الإنسانية المُرتكَبة فيه (1).

بعد تكشُّف أسرار العديد من معتقلات سورية؛ ما الطريقة الأنسب للتعامل مع هذه المعتقلات برأيكم؟

المصادر: