فريدريش ولوحة الراهب بجوار البحر..

"لا شيء يمكن أن يكون أكثرَ كآبةً ولا أكثرَ إثارةً للقلق من أن تتموضع في العالم على النحو الآتي: أن تكون العلامة الوحيدة للحياة في مملكة الموت المتوسعة، والمركز الوحيد لدائرة وحيدة.

تبدو الصورة مروعة بوصفها مشهداً من نهاية العالم-…، مثل أفكار يونغ الليلية، وبالنظر إلى أن رتابتها اللونية وعدم محدوديتها محتواة في الإطار نفسه فقط، فإن التأمل في هذه الصورة يعطي المرء الشعور بأن جفونه قد قطعت" (1).

بهذه الكلمات وصِفَت لوحتُنا لهذا الأُسبوع، وهي لوحة (Monk by the sea) للفنان (Caspar David Friedrich).

ينتمي الفنانُ إلى المدرسة الرومانسية، التي ظهرت بوصفها حركةً فنية في فرنسا وبريطانيا في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، وازدهرت حتى منتصفه.

ومن خلال تركيزها على الخيال والعاطفة، كانت ردّ فعل على خيبة الأمل في قيم التنوير للعقل والنظام في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789 (2).

ويُعدُّ كاسبار ديفيد فريدريش رساماً للمناظر الطبيعية في فترة الحركة الرومانسية الألمانية في القرن التاسع عشر، واشتُهِر برسم المناظر الطبيعية الاستعارية اللاحقة، والتي تتميز بشخصيات تأملية، وغالباً ما يسعى عمله الرمزي والمناهض للكلاسيكية إلى نقلِ التجارب الروحية للحياة (3).

قضى فريدريش عامين في العمل على هذه اللوحة، وهي في نهاية المطاف تُعدّ من أكثرِ أعماله شهرةً (1).

وينقسم التكوين أفقيّاً إلى أرض وبحر وسماء مع بساطة واضحة صدمت معاصريه؛ إذ يقف راهب على الشاطئ عاري الرأس، وتدور حوله طيور النورس، ليواجه وحدهُ السواد الرصاصي للبحر الشاسع الذي لا يُقاس، ومن المثير للدهشة أن الشريطَ الرمادي من السحابة فوق الماء يُفسح المجال للسماء الزرقاء على طول الحافة العلوية من الصورة.

ولا يوجد أي تكوين فني على الإطلاق يوازي هذا العمل من جهة التشدد وعدم المساومة: تبدو المساحة الرئيسة للصورة وكأنها هاوية من نوع ما دون حدود، فليس هناك ما يمكن التمسك به، إنهُ مجرد شعور بالطفو بين الليل والنهار، بين اليأس والأمل (1).

اسم اللوحة: Monk by the sea

تاريخ رسم اللوحة: 1808-1810

أبعادها:  171,5*110 cm

خامتها: زيت على قماش

اسم الفنان: Caspar David Friedrich

جنسيته: ألماني

المدرسة الفنية: الرومانسية المبكرة 

تاريخ ميلاده ووفاته: 1774-1840

المصادر: