الهندسة والآليات > الروبوتات
أجهزة استشعار لذراع الأنسان تجعل الروبوت أكثر ذكاء
إصابات العمل قد تكون قاتلة!!! ماذا لو أصبحت الآلات والروبوتات التي نتعامل معها قادرة على تجنب الحركات المفاجئة للإنسان أثناء العمل وبالتالي تجنبه الإصابة. هذا ما يعمل عليه مجموعة من الباحثين في معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
تمكن مجموعة من الباحثين من خلال استخدام أجهزة استشعار تستطيع أن تقرأ حركات ذراع الإنسان أن يصنعوا نظام تحكم يمكنه جعل الروبوت أكثر ذكاء. يقوم جهاز الاستشعار (الحساس) بإرسال المعلومات إلى الروبوت مما يسمح للروبوت بتوقع حركات الإنسان وتصحيح حركاته من تلقاء نفسه. ويهدف هذا النظام إلى تحسين إدارة الوقت والسلامة وزيادة الكفاءة في المصانع.
عادة لا يعمل البشر والروبوتات الكبيرة والسريعة الحركة في نفس المكان حفاظاً على السلامة، ومع ذلك فإن بعض الوظائف تتطلب من الإنسان أن يعمل جنباُ إلى جنب مع الروبوتات. مثل عندما يقوم عامل بتعليق باب السيارة على المفصل فإنه يستخدم ذراع تحكم ليوجه الروبوت الذي يحمل الباب إلى المكان الصحيح، العملية تبدو بسيطة إلا أنها في الحقيقة صعبة التنفيذ.
يقول العلماء " تتحول هذه العملية إلى لعبة شد الحبل بين الإنسان و الروبوت حيث يتوقع الروبوت حركات الإنسان و يعمل وفقاً لها بحيث لا يتسبب بالإصابة، إلا أن المشكلة تكمن في كون حركات الإنسان و تصلب عضلاته أمراً غير ثابتاً و الروبوت لا يعرف ما هو رد الفعل الصحيح تجاه الحركات المفاجئة للإنسان".
فمثلاً عندما يقوم العامل بتحريك ذراع التحكم إلى الأمام و الخلف فإن الروبوت يميز هذه الحركة و يقوم بتنفيذ العمل المناسب. ولكن عندما يريد العامل التوقف عن الحركة وإمساك ذراع التحكم في مكان محدد فإنه يقوم بشد عضلاته مما يسبب مستوى عالي من التقلص لا يستطيع الروبوت تفسيره. فيصيب الروبوت حالة من الخلط فيما إذا كان هذا التقلص هو عبارة عن أمر جديد يجب تضخيمه للتنفيذ أو أنه عبارة عن فعل مرتد ناتج عن تقلص عضلي. يقول الخبراء الروبوت يتفاعل بغض النظر عن طبيعة الحالة". حيث يقوم الروبوت بالاستجابة إلى الفعل المرتد الناتج عن التقلص ويخلق اهتزازات، مما يدفع العامل إلى رد فعل جديد بشد عضلات ذراعه بشكل أقوى مما يجعل الروبوت يخلق المزيد من الاهتزازات مما يجعل الوضع أسوأ. يقول العلماء " لا أحد يريد هذه الاهتزازات عندما يكون الروبوت يحمل باب ثقيل الوزن".
نظام معهد جورجيا للتكنولوجيا يلغي هذه الاهتزازات باستخدام حساس يلبسه العامل على ذراعه. ويقوم هذا الحساس بإرسال حركات العضلات إلى جهاز حاسوب والذي بدوره يزود الروبوت بمستوى تقلص هذه العضلات. ويقوم النظام بالحكم على الحالة الفيزيائية للعامل ويتفاعل بذكاء مع حركة ردة فعل العامل. والنتيجة هي الحصول على روبوت يتحرك بسهولة وبأمان.
يقول العلماء " سنواصل تطوير هذا النظام لتحقيق فهم أفضل لآليات التكيف الحركي في التفاعل بين الإنسان والروبوت بهدف تطوير عدة صناعات مثل صناعة السيارات والطائرات والصناعات العسكرية." ويضيف كذلك " من خلال جعل الروبوتات أكثر ذكاء، ونحن يمكن أن نجعلها أكثر أمانا وأكثر كفاءةً".
هل وصلنا الى مرحلة سيعمل فيها الانسان جنبا الى جنب مع الروبوتات ؟؟
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا