الفيزياء والفلك > علم الفلك
عشرون عاماً على تصادم مذنب شوميكار-ليفي9 مع كوكب المشتري
قبل عشرين عاماً في مثل هذا الأسبوع، شَهدت البشرية للمرة الأولى على الإطلاق، تصادماً بين جسمين في النظام الشمسي. ففي الفترة من 16 وحتى 22 تموز عام 1994 ، دخلت أكثر من 20 شظية من المذنب شوميكر-ليفي 9 إلى الغلاف الجوي للمشتري.
حيث تركت الألعاب النارية، التي استمرت لمدة أسبوع ورائها ندوباً امكن رؤيتها من قبل الناس الموجودين على الأرض باستخدام التلسكوبات الصغيرة، حتى أن بعضاً من تلك الندوب كان مرئياً بشكل أفضل من البقعة الحمراء العظيمة -وهي إعصار حلزوني موجود في الغلاف الجوي للمشتري ويبلغ قطره ثلاثة أضعاف قطر الأرض.
تم استخدام أسطول المركبات الفضائية والمجسات التابعة لناسا في ذلك الوقت من أجل توثيق هذا التصادم التاريخي. كان أمام المركبة الفضائية غاليليو -التي كانت ضمن مهمة لدراسة المشتري- حوالي سنة ونصف حتى تصل إلى نظام المشتري، لكن مع ذلك استمر المسبار بالتقاط الصور لطلقات الألعاب النارية الموجودة في النصف الجنوبي من العملاق الغازي.
بحثت تلسكوبات شبكة الفضاء التابعة لناسا، عن الاضطرابات الحاصلة في الانبعاثات الراديوية القادمة من الحزام الإشعاعي للمشتري. حيث تمت دراسة التصادم والدمار الذي خلفه بواسطة تلسكوب هابل الفضائي ومركبة يوليسيوس Ulysses التي تدور حول الشمس وفوياجر2 Voyager 2 (قبل وقتٍ طويل من أن تُصبح أول آلة من صنع الانسان تغادر النظام الشمسي بشكلٍ كامل (
في مارس 1993 اكتشف الفلكيان كارولين ويوجين شوميكر والفلكي الهاوي ديفيد ليفي، المذنب شوميكر-ليفي9 للمرة الأولى عندما كانوا يقومون بمقارنة فيلمين تم تصويرهما بوساطة كاميرا موجودة في مرصد بالومار بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. أي قبل حوالي سنة من فناء المذنب ، يعتقد العلماء أنه تم سحب المذنب إلى مدار حول المشتري قبل عقود من استسلامه كلياً لجاذبية أكبر كواكب النظام الشمسي.
على الرغم من اختفاء العلامات المرئية، إلا أن التصادم المذهل لهذا المذنب خلّف ورائه إرثاً لكل من العلوم والوعي الشعبي. من بين الدراسات التي ألهمها هذا المذنب، كانت الدراسة، التي جرت مؤخراً، والتي وجدت أن الماء الموجود في الغلاف الجوي للمشتري وصل إلى الكوكب جراء التصادم الحاصل مع شوميكر ليفي 9. رفع هذا التصادم الوعي العام حول مدى ضعف الأرض وإمكانية أن يتم صدمها من قبل مذنبات وكويكبات. جراء ذلك الحدث حصل إقبال شديد على فلمي "Armageddon" و"Deep Impact"، اللذين تمَّ تصويرهما بعد بضعة أعوام، في العام 1998.
كلف الكونغرس أيضاً ناسا بمهمة تتبع الأجسام القريبة من الأرض. في النهاية، شكلت وكالة الفضاء مكتبها الخاص لبرنامج تتبع الأجسام القريبة من الأرض والذي يقوم، وفقاً للمسؤولين في ناسا، بتنسيق الجهود من أجل كشف، مراقبة ودراسة الكويكبات والمذنبات التي تُشكل خطراً محتملاً ويُمكنها أن تُعرض الأرض لتهديد حقيقي.
المصدر: هنا