الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة
الطوفان الكلداني
تم نقل وقائع سفر الطوفان الكلداني عن طريق كتابات (برعوثا) أو كما يعرف بـ (بيروسوس) وهو مؤرخ، وكاهن الإله (مردوخ) في القرن الثالث قبل الميلاد، أي بعد فتوحات الاسكندر الأكبر في هلال الخصيب وطغيان التأثير الهيليلني على المنطقة. وسنوجز رواية (بيروسوس) عن الطوفان بما يلي:
ذات ليلة تجلى الإله (كرونوس) للملك (اكسوثروس) في الحلم وأنبأه بإهلاك الحياة على الأرض بواسطة طوفان مدمر. ثم أمره بكتابة ألواح عن كل شيء يتعلق بالحضارة الإنسانية، وطمر هذه الألواح في سيبار مدينة إله الشمس. وذلك لحفظ منجزات الحضارة من الضياع. كما أمره ببناء سفينة يصطحب فيها عائلته وأقاربه وأصدقاءه، وما يكفي من المؤن، ويحمل إليها الحيوانات من طيور وثديات.
وبعد أن هدأ الطوفان أرسل (اكسوثروس) بعض الطيور. على ثلاث مراحل، في المرة الأولى لم تجد الطيور مكاناً تهبط إليه فعادت إلى السفينة. في المرة الثاني، تعود وعلى أرجلها آثار من الطين. وفي المرة الثالثة، لا تعود بتاتاً. فيستدل (اكسوثروس) أن الماء قد انحسرت وأن الأرض قد انكشفت. فيقود سفينته حتى تستقر على أحد جبال أرمينيا. بعد ذلك، ينزل كل من (اكسوثروس) وزوجته وابنته وملاح السفينة إلى اليابسة ويسجدون للآلهة ويقدمون القرابين والتضحيات.
يكافئ هؤلاء الأربعة بالحياة الخالدة ويُرفعون ليحيوا مع الآلهة. لكن الآخرين في السفينة بلاحظون غيابهم فيبدؤون بالبحث عنهم، وبينما هم في حيرة أمرهم يأتيهم صوت من السماء يأمرهم بالتقوى والصلاح. وأنّ عليهم العودة إلى بابل وأن يستعيدو الألواح المطمورة في سيبار. وعندما سمعوا ذلك الصوت، قاموا بتقديم القرابين والأضاحي للآلهة، ومضوا إلى بابل سيرا على الأقدام. وقبل وصولهم عرجوا إلى حيث الالواح فاسترجعوها ثم تابعوا فبنوا المدينة من جديد، وشيّدوا مدناً أخرى وأقاموا المعابد والهياكل.
مقالات أساطير الطوفان:
الطوفان السومري: هنا
الطوفان البابلي: هنا
المراجع:
Dalley، Stephanie. Myths From Mesopotamia، Oxford University Press، Oxford، 1989.
Sandars، N. K. (transl.). The Epic of Gilgamesh، Penguin Books، Ltd.، Harmondsworth، England، 1972.
مغامرة العقل الأولى، دراسة في أسطورة سورية وبلاد الرافدين، فراس السواح، طبعة 1987.
دراسات في حضارة المشرق العربي القديم، بشار خليف، مركز الإنماء الحضاري. 2004.
مصدر الصورة: هنا