لماذا تؤلمنا عيوننا عندما نحدق في الشاشة؟

تحافظ الدموع على العيون بصورةٍ صحيةٍ، نظيفة ورطبة. والأشخاص الذين لا تفرز الغدد الدمعية لديهم كميةً كافيةً من الدموع يعانون من حالةٍ تسمى (العين الجافة)، و التي تنتج عن عدم إنتاج الرطوبة الكافية للحفاظ على سطح كرة العين بشكلٍ لزج، وهذا يؤدي لرؤيةٍ ضبابيةٍ ( غير واضحة )، تترافق مع ألمٍ، ووخزٍ، وشعورٍ بوجود حبيباتٍ على سطح العين* .

و بحسب الباحثين الذين نشروا دراسة في JAMA Ophthalmology ، فإن الأشخاص الذين يقضون أكثر من سبع ساعت يومياً أمام شاشة الحاسوب يمكن أن يعانوا من أعراض مشابهة .

وفي هذا الصدد، أجرى باحثون في اليابان دراسة على 96 متطوع ( 60 رجل و 36 إمرأه ) ممن يتطلب عملهم جلساتٍ طويلةً أمام الشاشة. حيث قام الباحثون بقياس كمية البروتين ( MUS5AC) في دموع الموظفي الإداريين-الذين يتطلب عملهم استخدام الحاسوب- وطلب منهم ملىء استبيانٍ خاص .

يوجد البروتين ( MUS5AC) في قزحية العين ( طبقة مخاطية تبقي العين رطبة ، و تعتبر ضرورية لرؤية جيدة) .

عندما نحدق في الشاشات، فإن العين تطرف بتكرارٍ أقل، كما أننا نميل لفتح عيوننا بشكلٍ أوسع مما نفعل عند إنجاز أعمالٍ أخرى، كقراءة كتابٍ مثلاً، مما يسبب جفاف الدموع بشكلٍ أسرع، و بحسب الدراسة، فإن الأشخاص الذين يحدقون في شاشات الحاسوب بشكلٍ متكررٍ و مستمرٍ، يملكون تراكيز منخفضةً من البروتين (MUS5AC) وذلك بشكل مشابه لمن شُخِصَ لديهم مرض العين الجافة.

حيث بلغ متوسط البروتين (MUS5AC) تركيزاً قدره (5،9) نانوغرام ملغ** لدى المشاركين الذين يعملون أمام شاشات الحاسوب ، لمدة تزيد عن (7) ساعاتٍ يومياً، في حين كان التركيز (9،5) نانوغرام ملغ لدى الأشخاص الذين يقضون أقل من (5) ساعات يومياً أمام شاشاتهم ، وبالمقارنة ،فقد بلغ تركيز هذا البروتين لدى الأشخاص المصابين بالعين الجافة متوسطاً قدره (3،5) نانوغرام ملغ ، بينما بلغ (8،2) نانوغرام ملغ عند الأشخاص الغير مصابين بهذا المرض .

و هكذا كيف تحافظ على رطوبة وصحة عينيك ؟

يوصي الأطباء بالاحتفاظ بمرطب في مكتبك و تجنب التعرض المباشر لمكيفات الهواء air condition ، كما أوصى الدكتور Yuichi Ochino في جريدة Independent : بأنه يمكن تقليل مساحة سطح العين المعرض ، بوضع ملحقات الحاسوب(لوحة المفاتيح) في موقع منخفض ، و حرف الشاشة نحو الأعلى. والآن أغلق الحاسوب و اقرأ في أحد الكتب.

الحاشية:

*حبيبات على سطح العين: حالة يشعر فيها المريض أن عينه بها رماد وأنها تحرقه وتحكه وتؤلمه(هذه الأعراض تظهر خاصةً في الصباح) ويعاني من مشكلةٍ في فتح عينه عندما يستيقظ.

المصدر: هنا

**النانومتر: جزء من المليار أو 000 000 000 1/1

المصادر:

هنا