الفنون البصرية > فن وتراث
مُرسي ابن المعلم الزناتي "سعيد صالح"... رحل يا رجالة
ولأن ذاكرتي هي ذاكرة كل فرد يقرأ هذا المقال سأتكلم بضمير المفرد وأنا أجزم أنّي أتكلم بالنيابة عنكم.
كنّا نتحلّق أنا وإخوتي فيما يشبه الدائرة حول الشاشة الصغيرة، وكدنا لشدة التصاقنا بها أن ندخل من خلالها!
ما الذي يستدعي كل هذا الحماس؟! لا شيء سوى تلك المسرحية الّتي لا أكاد أبالغ إن قلت أننا شاهدناها للمرة العاشرة، "مدرسة المشاغبين".
لا شيء سوى ذلك الرجل الذي أتقن إضحاكنا حد البكاء، بحركاته، بتعابير وجهه، بخفّته، بروحه.
لا شيء سوى ذلك الرجل الذي أتقن اليوم برحيله.. إبكاءنا.
سعيد صالح! كان يكفي مرور اسمه عابراً في أيامنا الجافة كيف نضحك ملء الفم ..ملء القلب..ملء الفؤاد.
كان يكفي أن تمر عبارة واحدة من أحد مشاهده أمامنا ..لكي نُكمل نحن ما تبقى من المشهد الذي حفظناه عن ظهر قلب.
المولود في محافظة المنوفية في مِصر، عام 1938، لم يدرك أن مقولة "اسم على مسمى" تكاد تكون غير جديرة إلّا به... فهو سعيد، الذي أصابنا بالسعادة على مدى عقود، جعلت منه نجماً من نجوم السينما ليس في مصر وحدها بل في كل بلد عربي، ودخل بخفّة من شاشة كل منزل ليصبح فرداً من أفراد العائلة وضيفاً علينا في أعيادنا، حيث تصبح مسرحياته وجبة أخرى تضاف إلى قائمة "حلويات العيد".
اُشتهر في أدائه في كل من "مدرسة المشاغبين و "العيال كبرت" وفي حين أن المسرحية الأولى بقيت تُعرض لمدّة ست سنوات، فإن الثانية حسب رأي الكثيرين فاقت بنجاحها الأولى.
سعيد صالح لم ينجح لأنّه أدّى نصّاً مكتوباً بحرفية وإتقان، فهو الذي طالما عُرِف عنه خروجه عن النص المكتوب في كثير من الأحيان مُرتجِلاً على خشبة المسرح جمله وعباراته بل نجح لأن لديه روحاً عذبة، أصالة مصري طيب، خفّة دم فطريّة، وتلقائيّة لا مثيل لها. في رصيده الفنـّـي أكثر من (500) فلم و (300) مسرحية.
العيال كبرت يا سعيد...وأنت رحلت.
لروح الكوميدي الأشهر النجم المصري سعيد صالح ..السلام