الفنون البصرية > فن وتراث
دوائر إنفيرنو التِسع من دانتي ألّغيري إلى دان براون
إنفيرنو أو الجحيم، الجزء الأول من الكوميديا الإلهيّة لدانتي ألّيغري؛ إلى جانب الجزء الثاني المعروف بالفردوس، تُشكّل الكوميديا الإلهيّة جوهرة أدبيّة؛ ألهمت الكثير من الكُتّابِ والشعراءِ والفنانين وحتى صانعي ألعاب الفيديو. وقد رسم الفنان الإيطالي ساندرو بوتشيلي لوحة تفصيلية لجحيم دانتي بدرجاتها التسع. تبدأ الحكاية مع المؤلّف دانتي نفسهُ، ضائعاً في غابةٍ مُظلمةٍ، حين يُهاجم من قبل 3 وحوش. وحوشٌ لايمكن الفِرار منها ولكنَّ الشاعر الروماني فرجيل، المبعوث من قبل بياتريس (امرأته المثالية)، ينقذه. ومن هنا تبدأ رحلته في دوائر جهنم التسع.
الدائرة الأولى: المنسيّون (Limbo) :
يُقيم في أول دائرة من دوائر دانتي، الوثنيون وغير المسيحيين وغير المُعمّدين والذين يُعاقبون بالخلودِ بعيداً عن الجنّة. يعيشون في قلعةٍ ذات سَبعِ بوابات، والتي ترمز إلى الفضائلِ السّبعة. وهنا، يرى دانتي الكثير من الشّخصياتِ البارِزة في العصور الكلاسيكية مثل هوميروس وسقراط وأرسطو وشيشرون ويوليوس قيصر وأبقراط.
الدائرة الثانية: الشهوة (Lust):
في هذه الدائرة يتواجد الأشخاص الذين تغلّبت عليهم الشّهوة. ويُعذّبون بصفعهم برياحٍ قوية ذهاباً وإياباً، وبمنعهم من إيجاد الراحة والسلام. تُسبب تلك الرياح الهوجاء الأرق الدائم لأولئك الأشخاص الذين تقودهم رغباتُهم الجنسية. وأيضاً يرى دانتي وفيرجيل العديد من الشخصيات البارزة: كليوباترا، تريستان، هيلين طروادة وغيرهم مِمّن كانوا زُناة خلال حياتهم.
الدائرة الثالثة: الشراهة (Gluttony):
وهنا توجد النفوس النّاهمة الشرهة المُتغاضى عنها من قِبل الأفعى المتوحشة سيربيروس (Cerberus). وعِقاب الآثمين في هذه الدائرة يكمُن في الاستلقاء في طينِ قذرٍ ناتج عن مطر ثلجي دائم الهطول. ويرمزُ الطين القذر إلى انحطاط شخصية الّذي ينغمس كثيراً بالطعام والشراب والملذّات الدُنيوية الأخرى. في حين أنّ الآخَرين الّذين لا يستلقون في الجوار المرئيّ تكون خطاياهم: الأنانية والنهم والبرود. ويتكلم دانتي هنا مع شخصية تدعى Cerberus الذي يخبره أنّ الـ Guelphs (الموالين لبابا الفاتيكا Pope) سوف يَهزمون الـ Ghibellines (الموالين للامبراطور) ويطردوهم من فلورنسا. الشيء الّذي تحقق عام 1302 أي قبلَ أن تُكتب القصيدة؛ التي كُتِبت (بعدَ 1308).
الدائرة الرابعة: الطمع (Greed):
وينقسم الآثمون في هذه الدائرة إلى مجموعتين: الذين يكنُزون المُمتلكات والأموال، والذين يبذرون ويبذخون - الّذين يتباهون بأوزانِهم الثّقيلة وكروشِهم كسِلاحٍ، يدفعونه بصدورهم كرمزٍ لمُحرّك أنانيتهم للثروة خلال حياتِهم. تتم حِراسة المجموعتين من قِبلِ شخصيّةٍ تدعى بلوتو (Pluto)، ربما يُقصد به حاكم العالم السفلي اليوناني القديم، وهنا يَرى دانتي العديد من رجالِ الدّينِ بما في ذلك الكرادلة والباباوات.
الدائرة الخامسة: الغضب (Anger):
وهنا تتم مُعاقبة الغاضبين والحاقدين على خطاياهم. وهم ينتقلون على متنِ قارب Phlegyas، يرى دانتي وفرجيل الحانِقين يُقاتلون بعضهم بعضاً على سطح نهر ستيكس ( Styx). وأيضاً يعكسُ العِقاب ذنبهم خِلال حياتهم. وبينما كانا يقطعانِ النهر اقتربا من Filippo Argenti (سياسي فلورنسي بارز) وهو الّذي صادر أملاك دانتي بعد نَفيهِ من فلورنسا.
الدائرة السادسة: الهرطقة (Heresy):
وهنا يوجد الزنادقة الّذين حُكِم عليهم بالخلود في مقابر مُشتعلة. وفي هذه الدائرة يرى دانتي العديد من الشّخصياتِ التاريخية المُهمة من بينها الفيلسوف اليوناني أبيقور (Epicurus) والامبراطور الروماني فريدريك الثاني (Frederick II) والبابا أنسطاسيوس الثاني (Pope Anastasius II). وبعضُ العُلماء يظنون بأنه لايقصد البابا أنسطاسيوس الثاني بل يقصد الامبراطور البيزنطي أناستاسيوس الأول (Anastasius I).
الدائرة السابعة: العنف (Violence):
تنقسمُ الدائرة السابعة إلى ثلاثِ حلقات. وتضمُّ الحلقة الخارجية القتلة وغيرهم من العنيفين اتجاه الناس والمُمتلكات. وهنا يرى دانتي الاسكندر العظيم ودينيسيوس الأول من سيراكيوز، غي دي مونتفورت Guy de Montfort وغيرهم من الشخصيات التاريخية. كما رأى شخصيات أسطورية كالقنطور (نصف إنسان نصف حصان). جميعهم غارقون في نهرٍ من النار والدم المغلي. في الحلقة الوسطى يرى الشاعر الانتحاريين قد تحولوا إلى أشجار وشُجيرات تتغذّى على الطُفيليات. ويرى بنفس الحلقة الفاسقين ممزقين إلى أشلاءٍ بفعلِ الكلاب. أما بالحلقة الداخلية يوجد المُجدّفون وقوم لوط يُقيمون في صحراءٍ حارقةٍ وينزِلُ عليهم مطرٌ ناري من السماء.
الدائرة الثامنة: الاحتيال (Fraud):
تعجُّ بالمُحتالين. وقد وصل دانتي وفيرجيل إلى هذه الدائرة على ظهر Geryon (وحش طائر ذو طبائع مختلفة تماماً كالمحتالين). وهذه الدائرة مقسومة إلى 10 خنادق أو Bolgias تصل بينها جسور. في الخندقِ الأول يرى دانتي القوّادين والغاوين. في الخندقِ الثّاني يجد المُتملّقين. وبعد قطعهِ للجسر إلى الخندقِ الثالث يجد المُدانين بالسيمونيّة (شراء المنصب الكهنوتي). وفي الخندقِ الرّابع يجد السحرة والمُشغوذين ومُدّعي النُبوّة. وفي الخامس يجد السّياسيين الفاسدين. وفي السادس المُنافقين. وفي الخنادق الأربعة الباقية المُنافقين والمُرائين واللصوص والدّالين على الشّرِ، والأفراد الذين يَدعونَ للانقسام والاختلاف والمُزيّفين مثل الكيميائيون والحانثين.
الدائرة التاسعة: الخيانة (Treachery):
تنقسم هذه الدائرة إلى 4 أقسام وِفقاً لخطورة الخطيئة على الرغم من أنَّ أغلب الموجودين في هذه الدائرة مُجمّدون في بحيرةٍ جليدية. وسُمي كلّ قسمٍ نِسبةً إلى الشخص الّذي يُجسد تلك الخطيئة. لذلك سُمي أول قسم قابيل (Cain) الّذي قتل شقيقه هابيل (Abel). والثّاني سُمّي بأنتينورا (Antenora) وهو مُستشار بريام ملك طِروادة خلال حربِ طروادة. والثّالث سُمّي ببطلوميا (Ptolomaea) نسبةً إلى بطليموس ابن Abubus. أما الرابع فسُمّي بJudecca نِسبة إلى يَهوذا الّذي خان المسيح.
المصدر :
مصدر الصورة :