الطب > علوم عصبية وطب نفسي
دماء الفئران الفتية تعيد الحيوية لأدمغة الفئران المسنة
وجدت دراسة حديثة قام بها باحثون في جامعة ستانفورد أن شيء ما في دم الفئران الفتيّة يمكّن الفئران المسنّة من استعادة قدراتها العقلية، وقد استخدم الباحثون لإثبات ذلك تقنيات متطورة واختبارات عديدة لمقارنة أداء هذه الفئران قبل وبعد حقنها بدم الفئران الفتيّة، ولتحديد التغيرات المهمة الحاصلة في أدمغتها.
راقب الباحثون خلال تجاربهم الحُصَين hippocampus وهو بنية دماغية مسؤولة عن تشكيل أنواع معينة من الذكريات ولا سيما تلك المتعلقة بتذكر أو التعرف على الأماكن، وعادةً فإن الحُصيَن يتأثر بشكل كبير مع مرور الزمن، فيبدأ بفقدان وظائفه في مرحلة الشيخوخة أو في حال الاصابة ببعض الأمراض، ففي ألزهايمر مثلاً يصبح تدهور وظائف الحُصَين سريعاً مما يعجّل من الوصول الى مرحلةٍ لا يستطيع فيها الحصين تشكيل ذكريات جديدة.
استخدم الباحثون في تجاربهم أشفاعاً (الشفع= زوجين) من الفئران الملتصقة جراحياً، والمعروفة باسم "فئران التعايش الالتصاقي" وهي فئران ملتصقة بحيث تتشارك في دورتها الدموية. قاموا بتقسيم هذه الفئران إلى مجموعتين: المجموعة الأولى هي فئران مسنّة الصقت بها فئران شابة، أما المجموعة الثانية فهي فئران مسنّة ملتصقة بفئران مسنّة أيضاً. لاحظوا أن خلايا الحُصين لدى فئران المجموعة الأولى أظهرت تحسّناً في الاتصالات الموجودة بينها، كما زادت من إفراز مواد معينة. هذه الأمور أدت إلى تحسّن في وظائف التعلم وتشكيل الذكريات.
في تجربةٍ أخرى، قاموا بإخضاع الفئران المسنّة العادية لاختبار دُرِّبت عليه سابقاً لتحديد مكان قطعة مسطّحة مغمورة في وعاء ماء، فعلى الفئران توجيه نفسها بسرعة اعتماداً على ذاكرتها. حقنوا الفئران المسنّة ببلازما من الفئران الشابة، ثم قارنوا النتائج مع مجموعة أخرى تم حقنها ببلازما من الفئران المسنّة، فأظهرت الفئران المحقونة ببلازما الفئران الشابة أداءً أفضل.
وصف الباحثون النتائج كما لو أن عقول الفئران المسنّة أعيد شحنها بدم الفئران الشابّة.
لمعرفة السبب الذي يؤدّي إلى هذا الأثر، قام العلماء بتسخين البلازما قبل حقنها بالفئران، فلاحظوا اختفاء الأثر الإيجابي وتغيّر النتائج. وكما نعلم أن الحرارة المرتفعة تخرّب البروتينات، فاستنتج العلماء أن بروتيناتٍ معيّنةً موجودة في البلازما هي التي تفسّر النتائج السابقة.
يعمل العلماء الآن على اكتشاف هذا البروتين ومعرفة خصائصه من خلال بعض الاختبارات، لكنهم لا يعلمون حتى الآن ما إذا كانت هذه التجارب تطبق على البشر أيضاً، فذلك بحاجة للكثير من التجارب السريرية. وإذا ما تم اثبات تلك النتائج على البشر فهذا يعني سبل علاج جديدة لبعض الأمراض المتعلقة بالمعرفة والإدراك مثل ألزهايمر وغيره...
المصدر: هنا
مصدر الصورة: shutterstock