البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
النطاف القاتلة
عندما يتزاوج نوعان محددان من الديدان الخيطية (الاسطوانية)، فإنّ نطاف أحدهما تقتل الآخر أو تسبب له العقم، وتعتبر هذه أول حادثة لنطاف تسبب أضراراً جسدية لنوعٍ آخر بمفردها!
قام باحثون بمحاولة تهجين نوعين من الديدان الخيطية: ذكور من نوع Caenorhabditis Nigoni (وهي تتكاثر جنسياً مع الذكور والإناث)، مع ديدان من نوع Caenorhabditis Briggsae (وهي خنثى تقوم بالإخصاب الذاتي)، فلم تنجح محاولتهم هذه.
وعندما فُحِصَت ديدان C.Briggsae عُثِرَ على نطاف C.Nigoni داخل جوف جسمها، ووصلت حتى إلى رأسها، فقد قامت النطاف باختراق الرحم، ودمّرت المبايض، ثمّ سبّبت بعد ذلك أضراراً خطيرة للنسج.
على الرغم من تشابه هذه الديدان في شروط تطورها، إلّا أنّ تزاوجها سيكون كارثياً.
وعند مزاوجة أنواع مختلفة من ديدان من نفس نوع الدودتين السابقتين، وهو Caenorhabditis، نجد أن الاقتران مع ذكر نوع آخر هو أمر مؤذٍ دوماً، ويكون بالنسبة للأنواع الخنثى مثل C.Briggsae الأذى أكبر، وقد يكون سبب ذلك أنها غير معتادة على التعامل مع نطاف تزاحِم بعضها للوصول إلى البويضة، في حين نجد إناث الأنواع التي تتزاوج بانتظام مضطرة للقيام بتطوير مناطق تكاثرية مدعّمة، وبالتالي تكون مؤهّبة للتعامل مع النطاف.
وبالتالي مع مرور الوقت واستمرار هذه الأنواع بالتطور، تصبح الخنثى حساسةً جدّاً عند التزاوج مع أقران يتكاثرون جنسياً.
لا نعلم بوجود أمثلة أخرى في الطبيعة لنطاف تسبب مثل هذا النوع من الأذى حتى الآن، ولكن يمكن اعتبار النطاف القاتلة دافعاً قوياً كي لا تقوم الحيوانات من أنواع مختلفة بممارسة الجنس.
يمكن لهذا الاكتشاف أن يفسر بقاء بعض الأصناف منفصلة، فتزاوجها يعني موت أحدها، وحقيقة أنّ التزاوج بين الأنواع يسبب الموت أو العقم تشكل طريقة تطورية فعالة تبقي النوعين منفصلين.
المصادر:
مصدر الصورة2:
مصدر الصورة1: