الفيزياء والفلك > فيزياء
هل اختبرت ناسا فعلا ما يسميه البعض "آلية الدفع المستحيلة" ؟
"لكل فعل يوجد رد فعل مساو له في الشدة و يعاكسه في الاتجاه". لعل هذا القانون الفيزيائي المعروف باسم قانون نيوتن الثالث في الحركة معروف لدى الجميع سواء في الفيزياء أو الحياة. ولكن هل يمكن اختراع محرك يكسر هذا القانون؟ وما مدى أهميته في تحريك الأجسام؟
وفقا للفيزياء الكلاسيكية (أو قوانين الفيزياء التي تفسر مشاهدتنا اليومية) لكي نتمكن من تحريك جسم ساكن ما أو زيادة سرعته مثلا يجب تطبيق قوة ينتج عنها رد فعل. كما هو الحال براكب عجلات التزلج فإنه يدفع الأرض بقدميه – إلى الخلف- لكي يندفع إلى الأمام. و كما تفعل الصواريخ، حيث تدفع بالغازات المشتعلة إلى الأسفل بقوة لكي تندفع إلى أعلى. هذا يعني أنها ستحمل كمية كبيرة من الوقود لكي تقطع مسافة اطول. ما يعني ارتفاع التكلفة وانخفاض عمر المركبة. يؤدي هذا القانون لوجود ما يدعى بقانون انحفاظ الاندفاع الخطي. فهو القانون الذي يفسر مثلا لماذا ترتد سيارة مسرعة صغيرة نحو الخلف عندما تصطدم بشاحنة متوقفة مثلا. ويعد هذا القانون من أسس الفيزياء الراسخة.
ولكن وكالة الفضاء الأميركية NASA نشرت تقريرا منذ بضعة أيام عن اختبارها لآلية دفع مقترحة من قبل المهندس غويدو فيتا تعتمد على الأمواج الكهرطيسية و التي يبدو أنها تخرق قانون انحفاظ الاندفاع حسب ما يوضح فيتا. والذي قام باقناع ناسا بتجربة تصميمه لما سماه "محرك كاناي".
ناسا و باستخدام بندول الإلتواء – جهاز يستخدم لقياس القوى الصغيرة جداً – ذكرت في تقريرها أنها قامت بقياس القوة الدافعة الناتجة عن الآلية التي اقترحها فيتا، وجدت قيمتها تتراوح بين 30-50 ميكرونيوتن (الميكرو نيوتن هو واحد بالمليون من النيوتن أما النيوتن الواحد يعادل القوة التي يؤثر فيها هاتفك المحمول نحو الأسفل عندما تحمله في راحة يدك) . إذا القوة ضئيلة ولكنها أنتجت من غير تطبيق دفع على أي شيء. وكأن "شيئاً ما" يقنع الأجسام بمجرد الحركة نحو الامام.
ناسا، في تقريرها، بدت مترددة في التعمق في فيزياء آلية فيتا الغامضة ولم يكتبوا شيئا عن تفسير أو منشأ هذه القوة الدافعة سوى أن الاختبار تم للتحقق من صلاحية ادعاء امكان الحصول على قوة دافعة بالاستفادة من بلازما الجسيمات الافتراضية والتي تملأ الفراغ بسبب التاثيرات الكمومية. ويختتم التقرير المقتضب شرحه لعمليات القياس بأن "نتائج الاختبار تدل أن الالية المقترحة تنتج قوة دافعة لا يمكن تفسيرها باستخدام المفاهيم الكلاسيكية في الكهرومغناطيسية وبالتالي قد تكون مثالا محتملاً عن التفاعل مع الجسيمات الافتراضية في الفراغ". ويؤكد التقرير أيضاً على أن الخطط القادمة تتضمن وجوب قيام فرق مختلفة مستقلة بتأكيد النتائج وفحص التجربة من نواحي مختلفة.
لاتزال التجارب في بدايتها. و يجب أن تعاد مرات و مرات للتأكد من إمكانية توظيف هذا الإختراع في تطبيقات السفر للفضاء المستقبلية
المصدر: هنا
تقرير NASA: هنا