البيولوجيا والتطوّر > التطور
اكتشاف أقدم أشكال الحياة على وجه الأرض في السواحل الغابونية
اكتشف فريق دولي من الباحثين التابعين لعدة مراكز فرنسية، أهمها جامعة بواتييه، حفريات لكائنات متعددة الخلايا هي الأقدم من نوعها على الأرض حتى الآن، وذلك في الرواسب الطينية لسواحل الغابون.
تعود بدايات التنقيب إلى العام 2008 عن طريق البروفسور المغربي عبد الرزاق الألباني، وهو جيولوجي يعمل في جامعة بواتييه، وكشفت منذ ذلك الوقت عن الكثير من الحفريات. ففي العام 2010، وصل عدد الحفريّات في مدينة فرانسفيل الغابونية إلى 250 حفريّة لكائنات متعددة الخلايا تعود في عمرها إلى 2.1 مليار عام، كانت قد نشأت في الوسط البيئي البحري لسواحل الغابون.
وتُوّجت جهود العلماء بنشر نتائج تحليل العينات في 25 تموز 2014، لتُبهر العالم بنتائج 400 حفرية تنوعت في أشكالها وأحجامها التي وصلت حتى 17سم.
وأكثر مايثير الاهتمام في هذه النتائج هو عمر هذه الحفريات الذي وصل في أقدمها إلى 2.1 مليار سنة، مما يعيد أقدم نقطة معروفة عن بدء الحياة المعقدة على الأرض -وهي 600 مليون سنة- حوالي 1.5 مليار سنة إلى الوراء، وبالتالي سيُغيّر السيناريو الحالي المفترض عن تاريخ بدء الحياة على هذا الكوكب.
لقد كان الاعتقاد السائد أنّ أقدم الأشكال المعقدة متعددة الخلايا للحياة يعود إلى 600 مليون عام (حفريات فيندوبيونتا Vendobionta في أستراليا)، حيث كانت الحياة قبل هذه النقطة تتجسد في كائنات بسيطة وحيدة الخلية كالبكتريا والطحالب.
ولكنّ اكتشافات مدينة فرانسفيل في الغابون تؤكد أنّه منذ 2.1 مليار سنة على الأقل، كان هناك مايكفي من الوسائل المتاحة لنمو حياة متعددة الخلايا.
لحسن الحظ فإنّ الأشكال الأصلية للحفريات تم حفظها بشكل جيد طوال هذه الفترة بسبب التحجّر السريع الناجم عن استبدال المواد العضوية فيها بأحد أشكال الحديد (البيريتPyrite ) الناتج عن نشاط بكتيري.
وتم تصنيف الحفريات المكتشفة بحسب شكلها الخارجي إلى دائرية، متطاولة، مفصصة، وغيرها، وتحت كل شكل من هذه الأشكال تتفاوت الحفريات في أحجامها وقوامها. استخدم في تحديد شكلها الخارجي والداخلي أجهزةٌ دقيقة تستخدم الأشعة السينية (أشعة اكس)، وفي تحديد منشئها العضوي مسبرٌ للشوارد يقيس الاختلافات بين النظائر الكبريتية في العيّنات.
يربط العلماء بين الزيادة المفاجئة في نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي وبين نقطة تطور الحياة على الأرض، فبهذا تمّ تفسير نقطة بدء الحياة في حفريات أستراليا قبل 600 مليون عام وكذلك في حفريات الغابون قبل 2.1 مليار عام، وفي المقابل يُعتبر انخفاض نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي هو السبب في توقف حياة تلك الكائنات.
وتطرح اكتشافات الغابون الكثير من الأسئلة حول عمر المحيط الحيوي للأرض ككوكب. وبالطبع فإنّ هذا الاكتشاف يقترح وجود أشكال أخرى من الحياة على الأرض من نفس الفترة وفي أماكن متعددة لم يتم اكتشافها بعد ..
تم الاكتشاف بسبب الجهود الأولية لعالم من المغرب ..تحية للعقول العربية المبدعة ...
المصادر: