التاريخ وعلم الآثار > التاريخ
نيل أرمسترونغ
قبل اكتشاف العالم الجديد، لم يخطر ببال أحد من سكان هذا الكوكب أن يبحر نحو الغرب، فكانت شواطئ المحيط الأطلسي حدود هذا العالم. وعندما وصل كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد، ذهل أهل هذا الكوكب من أن يكون هنالك أرض لا ندري بها بعد. فكيف بمن ترك هذا الكوكب ومشى على أرض لم يمش عليها أحد من قبله؟
نيل أرمسترونغ، أول من مشى من البشر على سطح القمر، ولد في واباكونيتا في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية في الخامس من شهر آب عام 1930، وبدأ عمله في ناسا في أوهايو.
حصل أرمسترونغ على شهادة البكالوريوس في هندسة الطيران من جامعة بردو Purdue، وعلى شهادة الماجستير في هندسة المركبات الفضائية من جامعة ساوثرن كاليفورنيا Southern California. وحصل فيما بعد على درجة الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات.
بعد أن خدم كطيار بحري بين عامي 1949 و1952، انضم أرمسترونغ إلى اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية NACA عام 1955. وكانت مهمته الأولى مع مركز NACA Lewis Research Center والمعروف الآن بـ NASA Glenn في كليفلاند. وخلال السنين السبعة عشر التالية، عمل كمهندس، وطيار اختبار، ورائد فضاء ومدير في NACA والوكالة التي تبعتها، الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA.
وكطيار باحث في مركز أبحاث الطيران في ناسا، عمل كطيار في العديد من الطائرات الرائدة العالية السرعة، ومن ضمنها ذائعة الصيط 4000-mph X-15. لقد قاد أرمسترونغ أكثر من 200 نموذج مختلف من الطائرات، من ضمنها الطائرات النفاثة والصواريخ والمروحيات العمودية والطائرات الشراعية.
انتقل أرمسترونغ إلى عمله كرائد فضاء عام 1962. وكلف بعدها بمهمة الطيار القائد للمهمة Gemini 8 التي أطلقت في 16 آذار عام 1966، وأدى أرمسترونغ أول التحام ناجح بين مركبتين في الفضاء.
وكقائد للمركبة الفضائية في أبولو 11، المهمة الأولى التي قادت الإنسان للهبوط على سطح القمر، عرف أرمسترونغ بأنه الرجل الأول الذي نزل بمركبته على القمر وأول من مشى على سطحه.
تولى أرمسترونغ فيما بعد منصب نائب مدير مساعد للملاحة الجوية، في مقر ناسا، في واشنطن العاصمة. وفي منصبه هذا كان مسؤولاً عن تنسيق وإدارة كل الأبحاث والأعمال التكنولوجية المتعلقة بالطيران في ناسا.
وقد عمل أرمسترونغ كبروفيسور في هندسة المركبات الفضائية في جامعة سنسيناتي Cincinnati بين عامي 1971 و1979؟ وخلال السنوات بين 1982 و1992 عمل كرئيس لمجلس تقنيات الحوسبة للطيران، Computing Technologies for Aviation، Inc.، Charlottesville، Va.
انضم أرمسترونغ كزميل في جمعية طياري الاختبار التجريبية، والجمعية الملكية للطيران، كمان سجل عضواً فخرياً في المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية، والاتحاد الدولي للملاحة الفضائية. وقد كان عضواً في الأكاديمية الوطنية للهندسة وأكاديمية المملكة المغربية. وقد خدم كعضو في اللجنة الوطنية في الفضاء بين عامي 1985 و1986 كنائب رئيس للجنة الرئاسية في المركبة الفضائية Challenger Accident، وكرئيس للجنة الاستشارية الرئاسية لفيلق السلام بين عامي 1971 و1973.
لقد كرم أرمسترونغ من قبل 17 دولة حول العالم، وتلقى العديد من التشريفات الخاصة، فما فيها الميدالية الرئاسية للحرية، والميدالية الذهبية للكونغرس، ووسام الفضاء الشرفي للكونغرس، وميدالية نادي المستكشفين، والدرع التذكاري لروبرت غودارد، وميدالية الخدمة المميزة لناسا، والدرع التذكاري لمؤسسة هارمون للطيران الدولي، الميدالية الذهبية للجمعية الملكية الجغرافية، الميدالية الذهبية الفضائية للاتحاد الدولي للملاحة الجوية، وجائزة إنجاز الطيران من الجمعية الأمريكية للملاحة الفضائية، ودرع روبرت كولير، وجائزة الملاحة الفضائية من المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية، وجائزة أوكتاف شانوت، وجائزة جون مونتغومري.
ودع أرمسترونغ عالمنا بما فيه الأرض والقمر في سن الثانية والثمانين، في الخامس والعشرين من شهر آب عام 2012 نتيجة لمضاعفات ناتجة عن الجراحات القلبية والوعائية.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا