الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
Zombie طحالب!
"يدوب التلج ويبان المرج", أكاد أجزم أن الجميع سمعها من أهله، خاصة أيام الامتحانات والنتائج! لكن عندما يذوب "الجليد" ذي الـ 400 عاما, فما الذي يمكن أن "يبان"؟
أثناء رحلتها السنوية الأخيرة إلى القطب الشمالي، عثرت عالمة كندية على طحالب محفوظة في الجليد منذ 400 سنة. حملتها عائدة إلى المخبر وهي تتساءل: هل يمكنني إعادتها إلى الحياة؟
إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على بقايا نباتية قديمة. فتراجع الغطاء الجليدي الناتج عن الاحتباس الحراري، كشف عن صخور وأتربة وبقايا نباتية كان الجليد قد غطاها خلال العصر الجليدي الصغير (Little Ice Age) الذي استمر من 1550م الى 1850م. عادة ما كانت الطحالب المكتشفة سوداء اللون لابيدو عليها أي أثر للحياة، إلا أنها هذه المرة وتحت المجهر بدا فيها بعض من اخضرار؛ فقد نمت عليها فروع جانبية صغيرة دفعت الدارسين إلى العمل على محاولة إحيائها.
تمت زراعة الطحالب في عدة أوعية بيتري (3) مملوءة بتربة زراعية، ليظهر على سطحها بعد عدة أشهر طحالب "Zombie" خضراء. على عكس النباتات المعروفة والتي تملك نسج وعائية تحمل الغذاء الى أجزاء النبات، تنمو هذه الطحالب (Bryophytes) باستنساخ خلاياها؛ فلن تحتاج إعادتها إلى الحياة سوى خلية واحدة.
إن كشف قدرة الطحالب على العودة إلى الحياه بعد تجمّد دام مئات السنين قد ينطوي على على إمكانات كبيرة. فكيف يمكن الاستفادة من هذا الكشف في المجال الطبي مثلاً، إذا علمنا أن هذه الطحالب كانت تحت الدراسة على مدى سنوات على أمل أن تكون مصدرا أصيلا لمركبات علاجية (مستقلبات ثانوية) جديدة (4). هذا وتقترح العالمة التي كشفتها أن يتم إرسال بعض منها الى المريخ ودراسة سلوكها هناك!
الغطاء الجليدي مستمر في التراجع، وفي تلك الأجزاء القطبية من كندا شهد هذا التراجع تسارعاً ملحوظا منذ 2004، فهل من أسرار جديدة تنتظر تحت الجليد؟
يمكن تعريف الـ Zombie بكلمتين: العائد من الموت!
مصادر:
1- هنا
3- هنا
4- هنا