الاقتصاد والعلوم الإدارية > ريادة الأعمال
عندما يجتمع الإيمان والعائلة في العمل: هل هي وصفة نجاح أم كارثة؟
يوجد 28 مليون شركة صغيرة في الولايات المتحدة فقط، هذا الرقم يشكل أكثر من 60% من الوظائف الجديدة، هناك في الوقت الراهن أكثر من 16 مليون شخص يمارسون أعمالهم من منازلهم في الولايات المتحدة، وهو رقم مرشّح للازدياد خلال عام 2014.
قدّمت مواقع التواصل الاجتماعي فرصةً غير مسبوقة لزيادة عدد الشركات الصغيرة وزيادة المبيعات، وتتوقع الدراسات بأن عالم الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة سينمو بنسبة 64% خلال الأربع سنوات القادمة.
الكثير من هذه الشركات الصغيرة هي ملكية عائلية ولا تزال تدار من قبل العائلة، وهناك شركات أخرى قد بدأت كشركات عائلية ثم تطورت لشركات متوسطة أو كبيرة.
لا يخفى أن هذه الشركات تضم أفراداً من نفس العائلة يعملون معاً، كما أن العديد من هذه الشركات تستند إلى أسس دينية إلى حدٍّ ما.
وبينما تبدو فكرة العيش والعمل معاً والتشارك في الأرباح المحققة كعائلة واحدة جذابة بالنسبة للبعض، يرى آخرون أنه يستحيل عليهم تحمل فكرة العمل مع أزواجهم أو عائلاتهم.
في حال كنت تحلم بتأسيس شركتك العائلية الخاصة والعمل مع أفراد عائلتك تذكر دائماً أن ما سيحدث في حياتك الخاصة ستنعكس آثاره على عملك، وهو أمرٌ لا يمكنك تجنّبه!
بالنسبة لبعض العائلات، العمل هو وسيلة سخّرها الله لتجعلنا أكثر قوة وحكمة، ولتجعلنا أكثر ثراءً. لذلك فإن العمل العائلي ليس بالأمر السهل، ولكنه يستحق المحاولة.
في دراسة أُجريت على موقع تواصل اجتماعي، تم طرح أسئلة على أكثر من 900000 شخص حول التحديات التي واجهتهم في العمل مع عائلتهم، إليكم بعض الأجوبة التي وصلتنا:
- "عدم معرفة متى ينتهي وقت العمل ويبدأ وقت العائلة، فالحديث الدائم حول العمل يمكن أن يسبب التوتر".
- " أحد الزوجين لديه طموح ورؤية، والآخر هو شخص سلبي، ما يزيد من التوتر والحساسية في الزواج".
- " التحديات المادية التي تواجهها العائلة تتضمن أيضاً التوتر الناتج عن المشاكل المالية في العمل".
ولكن في المقابل، وصلتنا قائمة من الأجوبة الإيجابية مساوية للشكاوي والسلبيات، من بينها:
- " أن تكون قادراً على تمضية وقتك مع من تحب".
- " أن تشاهد أطفالك يكبرون ويتعلمون الحياة من والديهم".
- " القدرة على التحكم بالسيولة النقدية وعدم الاعتماد على نجاح أو فشل شركة أخرى".
- " أن تكون قادراً على اتخاذ قرار يخص مهنتك ووقتك ومستقبلك".
إذاً كيف يمكننا الجمع بين الإيمان والعائلة في العمل؟ إليكم خمس طرق لذلك:
- أن تحدد أنت ما تريده لبيتك وعملك – فإن قرر غيرك عدم التحدث حول العمل في المنزل فليس بالضرورة أن ينطبق هذا القرار عليك، وفي النهاية أنت من ستعيش ما تقرره وتراه مناسباً أكثر، بعضهم كان لديه حديثاً تاريخياً حول العمل على طاولة المطبخ وأثّر بشكل كبير على نمو الشركة، ولكن ذلك بالتأكيد لا ينطبق على كافة العائلات إن لم يكن كارثياً على عائلات أخرى!
- أن تحاول الفصل بين أموال العمل والأموال الخاصة – إذا كنت ستستخدم أموالاً شخصية لتمويل عملك، قم بتخصيص مبلغ معين وتحويله إلى حساب خاص بالعمل، ضع أموالك في حسابين مصرفيين منفصلين منذ البداية، يمكنك نقل الأموال بين الحسابين وهذا أمر طبيعي ولكن من الأفضل أن لا تكون الأموال موجودة في حساب واحد.
- فقط بسبب وجود شاغر أو أن الشركة بحاجة لشخص يملؤه لا يعني أن فرداً من العائلة عليه فعل ذلك – في البداية من الطبيعي أن يقوم المدير التنفيذي بعمل أي شيء لإنجاز المهمة، ولكن في حال وجود شاغر وكانت العائلة تدير العمل لا يتطلب بالضرورة إحضار شخص من ضمن العائلة غير مرغوب به أو غير كفؤ لهذا العمل. ابدأ باستقدام أشخاص من خارج العائلة وإرسال أفراد عائلتك للعمل في شركات أخرى، سيجعلك ذلك أقوى في مواجهة التحديات، وهذا أمر جيد لنمو الشركة!
- حافظ على العلاقة والتواصل قبل أي شيء آخر – كن مصمماً على حلّ كافة المشاكل، تكلّم إلى عائلتك حول كل الأشياء الصعبة التي تواجهك، هذا وحده سيبني لك صلة وصل حديدية لا يمكن كسرها! من لا يمكنه المحافظة على تواصل قوي بين أفراد عائلته من خلال مشاركتهم الضحك والبكاء والصلاة والكلام، لن يتمكن من العمل مع العائلة.
- ضع الإيمان في مقدمة كل شيء تعمله – سينجح ذلك في العمل وفي العائلة. النوايا الحسنة والحظ الجيد يتوافقان كما اليد والقفاز، وطالما أن الجميع مؤمن، فإن ذلك يعتبر أكثر صحة للعمل.
من المؤكد أن جمع العائلة والإيمان والعمل هو شيء رائع بالرغم من صعوبته، في النهاية كل ما نستطيع قوله هو أن ثمرة عملك وجهدك وتصميمك ستكون في الحياة الرائعة التي خلقتها بنفسك.
المصدر: