الفنون البصرية > فن وتراث
ليفربـــول – المدينة التجاريّة البحريّة
ليفربـــول – المدينة التجاريّة البحريّة
الموقع: تقع عند مصبّ نهر ميرسي عند التقائه بالبحر الايرلنديّ.
الأهمّيّة: لعبت مدينة ليفربول دوراً هامّاً في نموّ الامبراطوريّة البريطانيّة. وأصبحت الميناء الرئيسيّ لحركة أشخاص كُثر، بمن فيهم العبيد - الذين تمّ إلغاء الاتجار بهم عام 1807 - والمهاجرين من شمال أوروبا إلى أمريكا. وكانت رائدةً في تطوير تقنيّة الأرصفة المائيّة الحديثة، ونظم النقل وإدارة الموانئ، وتخطيط البناء.
ينعكس دور مدينة ليفربول كونها مثلاً أعلىً لميناءٍ تجاريٍّ في مرحلة تأثير بريطانيا الأعظم على العالم. حيث تطوّرت لتصبح ميناءً تجاريّاً كبيراً في القرن فكانت ذات أهمّيّةٍ لتنظيم تجارة الرّقّ عبْر المحيط الأطلسيّ. وأصبحت مركزاً تجاريّاً عالميّاً للبضائع العامّة والهجرة الأوروبّيّة إلى العالم الجديد. لمدينة وميناء ليفربول شهادةٌ استثنائيّةٌ حيث كانت السّبّاقة في تطوير الثّقافة التجاريّة البحريّة في القرنين و وأوائل والمساهمة في بناء الإمبراطوريّة البريطانيّة اقتصاديّاً.
ستّ مناطقَ في المركز التّاريخيّ ومنطقة دوكلاندز في ليفربول شاهدةٌ على مدى تطوُّر واحدٍ من المراكز التجاريّة الرئيسة في العالم في الفترة سابقة الذكر. تقع ضمنها سلسلة مبانٍ تجاريةٍ و مدنيّةٍ وعامّةٍ ضخمةٍ، بما فيها مبنى الرئيس بيير، وأبنيتها الرئيسة ذات الواجهات البحريّة وغيرها من المرافق ذات الصّلة بأنشطة الميناء والمِنطقة التّجاريّة، و مكاتب الشّحن و التّبادلات ومكاتب التّأمين البحريّ والبنوك والمستودعات الداخليّة وتجارة المنازل، جنباً إلى جنبٍ مع شارع الحيِّ الثّقافيّ، بما في ذلك شارع هضبة جورج بمبانيها الثّقافيّة والسُّكّانيّة الأثريّة. فقد ساهمت في بناء النّظم التّجاريّة الدّوليّة في جميع أنحاء رابطة الشّعوب البريطانيّة آنذاك.
الكثير من التقنيات المبتكرة وأنواع من الأرصفة البحريّة والنّماذج التي أثّرت في المعمار العالميّ قد اُستوحِيت من ليفربول. فقد كان لها دورٌ فعّالٌ في تطوير القنوات المائيّة الصّناعيّة في الجزر البريطانيّة في القرن والنّقل بالسّكك الحديديّة في القرن . كلُّ ذلك من خلال هذه الفترة، وخاصّةً في القرنين وأوائل أعطى ليفربول مكانةً من حيث الجودة والابتكار في هندستها المعمارية وأنشطتها الثّقافيّة فلها شهادةٌ رفيعةٌ في المباني العامّة كقاعة القدّيس جورج والمتاحف الملحقة بها.
في القرن قدّمت ليفربول مساهمة لا تُنسَى مُتمثّلة في نجاح فرقة The Beatles الغنائيّة، الّتي تأثّرت بشدّةٍ بدور ليفربول كمدينة ميناءٍ دوليٍّ، حيث يمرّ بها كلٌّ من البحّارة والثّقافة والموسيقا من جميع أنحاء العالم وخاصّةً أمريكا.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ ليفربول قد دُمِّرت تقريباً بشكلٍ تامٍّ جرّاء تفجيرٍ خلال الحرب العالميّة الثّانية بشكلٍ بالغٍ أكثر من أيّ مقاطعةٍ في أوروبا. إلى أن تمّت إعادة بنائها خلال خمسينيّات القرن العشرين ليعود إليها التألّق والازدهار. فهل يعود التألُّق لغيرها من المدن الّتي اندرست جرّاء الحروب؟! من يدري؟! كلّ شيءٍ ممكن..
ترجمة: آلاء الصيدلي
تدقيق وتصميم الصورة: ليلى السعدي
المصدر: هنا
مشاهدة كافة مقالات السلسلة (لاحقاً) من خلال الضغط على الرابط (الهاشتاغ)