البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات
جينوم الأحصنة...أقدم مَجين كامل تم سَلسَلته حتى الآن
اكتمال سلسلة أقدم جينوم (مَجين) يكشف حقيقة تطور الأحصنة القديمة حيث وُجدت قطعة عظمية من قدم حصان قديم في الجليد الدائم لمنطقة يوكون Yukon في كندا، وتسببت هذه القطعة الصغيرة في جعل علماء وراثة الأحفورات يعيدون فحص كل ما فهموه عن تاريخ الأحصنة. احتوت آثار الكولاجين الموجودة في النسيج العظمي على ما يكفي من الـ DNA السليم (غير المصاب بأذى) لسَلسَلة (وضع تسلسل) المَجين بأكمله ليصبح أقدم مَجين كامل تتم سَلسَلته حتى الآن.
عاشت هذه الفرس (الخيول) المتحجرة في أواسط العصر البليستوسيني Middle Pleistocene أي منذ حوالي 560-780 ألف سنة، مما جعل مَجينها (جينومها) الأقدم من أي نوع آخر تمت سَلسَلته، فبهذه الحالة يصبح هذا المَجين أقدم بست مرات من المَجين المسجل في السجلات الحالية.
وبعد الحصول على هذا المَجين، أراد العلماء تتبع تطور هذه العينة القديمة للحصان (Equus) وصولاً إلى الأحصنة الحالية، و تضمنت مجموعة الأنواع المقارنة حصاناً من أواخر العصر البليستوسيني أي قبل 43 ألف سنة، وحصاناً من النوع Przewalski الحديث (يُعتقَد بأن هذا النوع هو آخر أنسال الأحصنة البرية)، وخمس سلالات حديثة هي: الحصان العربي والحصان الآيسلاندي وحصان fjord النرويجي و حصان Standardbred و حصان Thoroughbred.
أظهر تداخل ال DNA (الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين) أن هذا الحصان القديم هو أصل كل الأحصنة الحديثة المستأنسة والبرية وأنه الأصل التطوري للحمار وحمار الوحش أيضاً. واعتماداً على التباين الوراثي بين هذه الأنواع وعلى المعدل الذي تحدث فيه التغيرات العملية حدد العلماء أن نسل الحصان (Equus) ظهر قبل 4-4.5 مليون سنة، مما يطيل عمر سلالات الأحصنة على سطح الأرض ليصل إلى ضعف المدة المقدرة قبل هذا الاكتشاف.
تمكن الباحثون أيضاً من استخدام هذه البيانات ليحددوا متى انعزلت (تباعدت) جماعات الأحصنة البرية والمستأنسة إذ حدث ذلك قبل 38-72 ألف سنة. و تُظهر المورثات انتخاب الأحصنة المروضة منذ ذلك الوقت لقوة جهازها المناعي وحاستها الشمية.
لهذا الاكتشاف دلالات تخص الأحصنة البرية أيضاً، فهو يؤكد أن أحصنة Przewalski هي بالفعل أقدم الأنواع الناجية للحصان البري لأنها انفصلت عن السلف المشترك قبل تمايز السلالات المحلية.
تم تسجيل أحصنة Przewalski في قائمة الأنواع المنقرضة في البراري عام 1996، ثم أُعيد إدخالها إلى السهول المونغولية وتُثبت سَلسَلة هذا الجينوم وجود تباين وراثي بين الأفراد فهو جدير باستمرار الجهود المبذولة لحفظ النوع.
كما وجد الباحثون أن جماعات الأحصنة وصلت عددياً إلى الذروة ثم هبطت إلى القاع مرات عديدة خلال المليوني سنة الماضية و ذلك بالتوازي مع فترات تغيرات حادة في المناخ وفق دراسة نُشرت في مجلة Nature.
إن سَلسَلة أقدم جينوم مُكتَشف للحصان تمدّنا برؤى جديدة عن تاريخ الأحصنة و سيكون لهذه التقنية تأثيرات على دراسة كافة الأنواع القديمة، إذ تبين هذه الدراسة إمكانية سَلسَلة الكميات الضئيلة من الـ DNA القديمة المعتبرة أقدم أو أقل من أن تكون ذات فائدة، و أن قطعة DNA بطول 25 زوج نكليوتيدي يمكن أن تنجو لأكثر من مليون سنة مدفونةً في الطبقات العليا لقشرة الأرض.
بعد قراءة هالمقال شو برأيكم سبب تناقص عدد الأنواع البرية للحصان ؟
المصدر: