الهندسة والآليات > التكنولوجيا
كاميرا فائقة السرعة .... فائقة إلى حد
نعم، هذا ما أكدته آخر الأبحاث لعلماء يابانيين، حيث استطاعوا بناء كاميرا تصوير قادرة على التقاط 4.4 تريلون إطار في الثانية، أي أعلى من 164 مليار مرة عن أي كاميرة هاتف محمول، و ألف مرة عن أسرع كاميرا قد تم بنائها من قبل.
يعود السر وراء هذا الإنجاز إلى التكنولوجيا الجديدة لالتقاط الصور و المسماة ب"التصوير بالتخطيط الضوئي متسلسل الوقت"، و هي تكنولوجيا تسمح للكاميرا من التقاط صورة لأي شيء يحدث في زمن لا يزيد عن جزء من تريليون جزء من الثانية و بجودة صورة تبلغ (450 – 450 بكسل) ، أي أنه اذا استخدمنا هذه الكاميرا لتصوير أي مصدر للضوء وقت إشعاله، فلسوف نتمكن من مشاهدة الضوء يسير ببطء لدرجة أننا من الممكن تعقبه لمسافة أقل من 70 ميكرومتر؛ مع العلم أن سرعة الضوء في الفراغ تصل الى 300000 كلم في الثانية الواحدة!
في ما سبق، تستخدم الكاميرات التقليدية تكنولوجيا تسمى "عملية الاطلاق – الكشف"، حيث أن عملية التصوير تتشكل من إطلاق الكاميرا الضوء على العينة المراد تصويرها، و من ثم تقوم الكاميرا بعملية فحص الضوء المنعكس عن الجسم و تحليله من أجل توليد الصورة. أما التكنولوجيا الجديدة، فهي تستخدم حزمات سريعة ومنفردة من الضوء وتقوم بتوجيهه للجسم المراد تصويره، المقصود في أن حزمات الضوء سريعة هو أن تردد إطلاق الحزمات سريع، أي حزمة كل جزء من التريليون من الثانية. هذه التقنية و خلافا للتقنية السابقة، تعد أسرع و أكثر فعالية لعملية التصوير السريع لأنها لم تعد بحاجة لعملية امتصاص الضوء و قياسه في كل مرة تريد فيها الحصول على إطار جديد حيث أن عملية القياس المتكررة قد تحدث بطئا اذا تم التقاط الضوء من حدث معقد نسبيا، و بالتالي التقنية الجديدة تفتح الأبواب للحصول على تخطيط و تصوير للأجسام بسرعة أكبر.
يقول كريس هيجنز لمجلة "Wired UK" المختصة بالتكنولوجيا معلقا على هذه التكنولوجيا الجديدة: " التصوير بالتخطيط الضوئي متسلسل الوقت قد تم اختراعه لتحسين عملية تصوير وتحليل العمليات الكيميائية و عمليات التوصيل الحراري التي تحدث بسرعة أقل فقط بست مرات عن سرعة الضوء"، و يضيف قائلا "الفريق المشرف على الاختراع و المتوزع ما بين جامعة توكيو وجامعة كيو قد استغرق 3 سنوات في العمل على هذه التقنية، و اتمنى أن يستمروا في هذا العمل بعد أن أصبح اختراعهم مكشوفا للعامة."
و بعد أن قام الباحثون في نشر انجازهم في مجلة ناتشر فوتونكس العريقة، هم يعملون الآن على تصغير نموذجهم للاستخدام التجاري. وهم يأملون في أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا في عملية دراسة التفاعلات الضوئية-الكيميائية، علم الضوئيات، فيزياء البلازما، وأيضا الأمواج الناتجة عن اهتزازات البنية الذرية لمختلف المواد.
شو حابب تصور فيها بس تجيب متلها؟
المصادر:
مصدر الصورة: