الطب > السرطان
علاج التهاب الكبد الفيروسي B يقلل فرصة الإصابة بسرطان الكبد
لعلّ أخطر المُضاعفات المستقبليّة المُصاحبة للإصابة بڤيروس التهاب الكبد "ب" (Hepatitis B virus HBV) هي تطوّر الحالة إلى سرطانة الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma HCC)، و هو السرطان الأكثر شيوعاً في الكبد، و يتسبّب بوفاة حوالي 745 ألف شخص سنوياً حول العالم. إلاّ أن عدداً من الدراسات الحديثة منحت دليلاً قوياً على أن العلاج المُضاد للڤيروسات له القدرة على خفض خطر نُشوء سرطان الكبد بين مرضى التهاب الكبد B المُزمِن.
لمراجعة مقال "الباحثون السوريون" عن مرض التهاب الكبد وأنواعه، يمكنكم الدخول إلى الرّابط:
في إصدار شهر حزيران/يونيو 2014، نشرت مجلّة (Gastroenterology) التابعة للجمعية الأمريكية لأخصّائيي الجهاز الهضمي نتائج دراستين جديدتين كالتالي:
في الدراسة الأولى، أظهر الباحثون من جامعة Yang-Ming الوطنية في تايوان أن الأدوية النوكليوزيديّة (NUC) المضادة للڤيروسات، و التي تُستعمل عادةً لعلاج التهاب الكبد B، ساهمت في خفض خطر حدوث سرطان الكبد على المدى الطويل في عيّنة كبيرة من مرضى التهاب الكبد B المُزِمن في كافة أنحاء الدولة. حيث أنه، و خلال 7 سنوات، كانت معدلات سرطان الكبد أقلّ بشكل ملحوظ عند المرضى الذين تلقّوا العلاج (NUC)، مُقارنةً بالمرضى الذين لم يتلقّوا أي علاج.
كما لوحِظ أن هذه النتائج كانت أفضل عند المرضى الشُبّان (صغار السن)، و الذين لا يعانون من تشمُّع الكبد، أو من داء السّكري. و يَعتبر مؤسس هذه الدراسة الدكتور Chun-Ying Wu، أنّ العيّنة الواسعة من المرضى التي شملتها الدراسة تجعل هذه النتائج جديرة بالثّقة.
في الدراسة الثانية، تمّت مُقارنة نتائج العلاج بعقارين مُختلفَين من مُضادات الڤيروسات (Entecavir و Lamivudine) في مجموعتين من مرضى التهاب الكبد B في إحدى المستشفيات التخصّصية في سيئول، كوريا الجنوبية.
رغم أن المجموعة التي تلقّت (Entecavir) أظهرت نتائج أفضل من ناحية مُعدّل الوفيات الأقل، أو الحاجة لزراعة كبد، إلاّ أن العقارين أظهرا نتائج مماثلة في خفض معدّل حدوث السرطان في المجموعتين.
و في تعليقه على النتائج، أوضح مؤسس الدراسة، الدكتور يونغ-سوك ليم Young-Suk Lim، من قسم الجهاز الهضمي في جامعةUlsan الطبية في سيئول، أنّ خطر نشوء سرطان الكبد عند مرضى التهاب الكبد B يبقى موجوداً، رغم نجاح الأدوية في التقليل من هذا الخطر. و شَجّع على استمرار الدراسات المتعلقة بهذا المجال.
و في دراسةٍ أخرى، ساهم بها باحثون من مراكز أبحاث و إحصاء في الولايات المتحدة، تَمّت متابعة 2600 مُصاب بڤيروس HBV على مدى 5 سنوات. وكانت النتائج مُشجّعة، حيث أن المرضى الذين تلقوا مضادات الڤيروسات كانت معدلات سرطانة (كارسينوما) الخلايا الكبدية لديهم أقل بنسبة 60% ممن لم يتلقّوا العلاج.
و يقول قائد هذه الدراسة:
"تسمح لنا هذه النتائج بأن نُطَمئن المرضى أنه بتقديم هذا العلاج، فإننا لسنا فقط نعالج مستويات الڤيروس، بل إننا أيضاً نقلل من احتمال نشوء سرطان الكبد لديهم".
إن نتائج هذه الأبحاث، وغيرها مما سبقها من أوراق بحثية، تدعم الأدلّة القائلة بأنه لتجنّب خطر الإصابة بسرطان الكبد، يجب البدء مُبكّراً بالعلاج المُضاد للڤيروسات في حالة الإصابة بڤيروس HBV، و خاصةً قبل حدوث حالة متقدمة من تليّف الكبد.
وكما ذكرنا آنفاً، فإن سرطانة الخلية الكبدية هي أكثر سرطانات الكبد شيوعاً. وهي تنشأ عن حدوث تندُّب في الكبد (تشمّع)، يمكن أن يحدث بدوره كنتيجة للإفراط المُزمن في تناول الكحول أو الإصابة بڤيروسات التهاب الكبد HBV و HCV، أو التهاب الكبد المُزمن، أو الحمولة الزائدة من الحديد في الكبد (تركّز الحديد في الكبد أكثر من اللازم).
وفي حالة استعصاء الاستئصال الجراحي، فإنّ الوفاة غالباً ما تكون خلال 3 – 6 أشهر.
المصادر: