الفنون البصرية > فن وتراث
آشور (القلعة الشرقي)
آشور (القلعة الشرقية)
تقع مدينة آشور العتيقة على ضفاف نهر دجلة، شمال بلاد ما بين النهرين، في منطقة جغرافية بيئية مميزة، على الحدود التي تفصل الزراعة بنظام ريّ عن الزراعة التي لا أنظمة ريّ فيها. وقد نشأت المدينة في الألفية الثالثة ق.م. وبين القرنين الرابع عشر والتاسع ق.م.، أصبحت هذه المدينة بصفتها العاصمة الأولى للامبراطورية الأشورية مدينة دولة ومفترقًا تجاريًا دوليًا. وكانت أيضًا العاصمة الدينية للأشوريين، تيمّنًا بالإله آشور. ثم دمِّرت المدينة على يد البابليين ولكنها نهضت من الرماد في الحقبة البارثيّة في القرنين الأول والثاني.
تأسست مدينة آشور القديمة في الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد كان الدور الأبرز لآشور بين القرنين الرابع عشر والتاسع قبل الميلاد عندما كانت أول عاصمة للإمبراطورية الآشورية. كما كانت العاصمة الدينية الآشورية والمكان الذي يتم فيه التتويج ودفن الملوك.
تقدم البقايا المستخرجة من المباني العامة والسكنية في المدينة سجلاً حافلاً لتطور طرق البناء من الفترة السومرية والأكادية في ظل الإمبراطورية الآشورية، إضافة لفترة إعادة إحياء قصيرة خلال الفترة البارثية بعد أن تم تدميرها على يد البابليين.
وتقع المدينة المعروفة حديثاً بالقلعة الشرقية على بعد 390 كم إلى الشمال من بغداد. وقد تأسست على الضفة الغربية لنهر دجلة. وتعود البقايا المتسخرجة منها إلى عدة عصور، أقدمها للعصر السومري المبكر (أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد) ومن ثم الفترات الأكادية وفترة أور الثالثة، يلها على التوالي العهود الآشورية القديمة والمتوسطة والحديثة (التي تنتهي في منتصف الألف الأول قبل الميلاد)، وأخيراً الفترة الهلنستية، وفترة أخرى تعود إلى ملوك العرب من الحضر.
بنيوياً، تقسم مدينة آشور إلى قسمين: المدينة القديمة (ليبي-ألي الأكادية، وقلب المدينة) والتي تشكل الجزء الشمالي والأكبر من آشور، والمدينة الجديدة (ألوإشو الأكادية) والتي شيدت في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. إن أكثر الميزات الرئيسية في المدينة وضوحاً الآن تتكون من بقايا معمارية: الزقورة (مبان هرمية منتشرة في بلاد الرافدين) ومعبد كبير للإله آشور، ومعبد مزدوج لآنو وأداد، ومعبد عشتار آلهة الحب والحرب السومرية، والقصر القديم مع المقابر الملكية وغرف المعيشة المنتشرة في عدة أجزاء من المدينة.
وقد أحاط فيما مضى بالمدينة سور مزدوج مع العديد من البوابات وخندق كبير. وقد بنيت غالبية المباني في المدينة من الطوب الطيني المجفف بالشمس مع أساسات من الحجارة المستخرجة، أو الأعمدة الحجرية تبعاً لفترة البناء. وتنتشر بعض الأشياء والقطع الفنية من البقايا المعمارية للمدينة في الوقت الحالي لتعرض في المتاحف الكبرى حول العالم.
ترجمة: عامر صالح
تدقيق: Ronnie N. Hammade