النوم يساعد على تثبيت الذكريات الجديدة

يمكن تقسيم النوم إلى مرحلتين:

مرحلة النوم عديم حركات العين السريعة (مرحلة النوم العميق) NREM وهي التي تحدث في بداية النوم. ومرحلة حركة العين السريعة REM التي تبدأ بعد حوالي 90 دقيقة من النوم وتستمر لمدة 10 دقائق تقريباً، وتحدث فيها الأحلام. بعد انتهاء هذه المرحلة تتكرر المرحلة الأولى مجدداً وهكذا....

في مرحلة النوم العميق، وعندما نبدو مرتاحين و كأننا في سبات، فإن خلايانا ليست كذلك!! فحسب هذه الدراسة فإن خلايا الدماغ التي كانت نشيطة وتعمل على آخذ المعلومات خلال ساعات الاستيقاظ، تعاود نشاطها في هذه المرحلة.....

لإجراء هذه الدراسة قام العلماء باستخدام فئران معدلة وراثياً يوجد في خلايا أدمغتها بروتين معين يشع عندما يُنظر إليه من تحت الماسح الضوئي الليزري. فتمكن الفريق بذلك من تعقب نمو محاوير جديدة على طول فروع تشعبات الخلايا العصبية (عادة الخلية العصبية الدماغية تحتوي على الآلاف من التشعبات، والتي تمكنها من الاتصال ببعضها عبر نقاط التشابك). ثم قام الباحثون بتدريب الفئران على حركات معينة، ثم قسموا الفئران إلى مجموعتين: المجموعة الأولى نامت لمدة سبع ساعات بعد ساعة من التدريب، أما المجموعة الثانية بقيت مستيقظة ولم تنم. فأظهرت الفئران التي نامت بعد التدريب نمواً ملحوظا في التشعبات العصبية، وبنسبة أعلى من الفئران التي لم تنم. كما لاحظ الباحثون أنواعاً مختلفة من النمو وذلك باختلاف أنماط التعلم، على سبيل المثال الحركة إلى الأمام تبعها نمو على مجموعة من الفروع مختلفة عن المجموعة التي أظهرت نمواً عند الحركة للخلف، مما يعني أن تعلم أشياء مختلفة يرتبط بتغيرات بنيوية مختلفة في الدماغ.

استطاع الباحثون خلال هذه الدراسة تأكيد أن التعلم والنوم يسببان تغيرات بنيوية في القشرة الحركية (منطقة في الدماغ مسؤولة عن الحركات الإرادية). يقول أحدهم: "لقد أظهرنا في هذه الدراسة كيف يساعد النوم الخلايا العصبية على تشكيل اتصالات خاصة على الفروع الشجيرية، هذه الاتصالات من شأنها أن تساعد على تشكيل الذاكرة طويلة الأمد. وأظهرت الدراسة كيف أن الأنواع المختلفة من التعلم تؤدي إلى تشكيل نقاط تشابك عصبية على فروع مختلفة من نفس الخلية العصبية، مما يوحي بأن التعلم يسبب تغيرات بنيوية خاصة في الدماغ."

قدمت هذه الدراسة أدلة مادية هامة لدعم فكرة أن النوم يساعد على تقوية وتثبيت الذكريات الجديدة، فالدماغ يتدرب على ماتعلمه خلال اليوم، وذلك من خلال زراعة اتصالات خاصة في القشرة الحركية.

مصدر المقال:

هنا