الطب > مقالات طبية
قلوب مصغّرة تساعد في البحث عن علاج لأمراض القلب
يقوم العلماء بتنمية قلوبٍ نابضة مصغّرةٍ من خلايا جذعيّة على أمل العثور على علاج لتضخّم القلب. هذه القلوب الصغيرة قطرها 1 ملم وتنبض 30 مرة في الدقيقة.
يترافق تضخّم القلب مع ازدياد ثخانة جدار القلب واضطراب في وظيفة الصمّامات القلبية، وبالتالي يصبح تدفّق الدم من القلب محدوداً.
وبينما تكون المعاناة عند البعض خاليةً من الأعراض، يعاني الآخرون من آلامِ في الصدر واضطراباً في معدل ضربات القلب، وقد يصل الأمر حتى إلى الموت المفاجئ.
العلاج الحاليُّ لهذا المرض يخفف من أعراضه ولا يشفيه. ويأمل فريق البحث أن يغير البحث من هذا.
قام الفريق بإدخال المرض للقلوب المصغّرة عبر تعريضها إلى موادٍ كيميائية معيّنة تحاكي الحالة الفيزيولوجية التي تحفّر الخلايا على التضخّم.
وعلى الرغم من تمكّن الباحثين من تنمية قلوبٍ بشريّة مخبريّاً بنجاح مسبقاً، إلّا أنّها المرّة الأولى التي ينجحون فيها في إدخال المرض إليها.
ويستخدم الباحثون هذه القلوب المصغّرة المريضة كعينات اختبار للأدوية المطوّرة حديثاً للتحقق من قدرتها على علاج تضخّم القلب.
وعبر وضع العلامات على جزيئاتٍ معيّنة ومراقبة مصيرها في الخلايا، تمكّن الفريق من تبيان أيّها يسبب التضخّم للقلب. وباستخدام هذه المعلومات تمكن العلماء من تصميم مركّبات تستهدف هذه الجزيئات المحددة وبهذا تردع بدايات التضخّم.
"لقد قمنا بتجربة عدد من المركبات المختلفة على تلك القلوب، بعضها كان جديداً لم تتم تجربته على البشر بعد، لهذا نقوم بتجربتها على القلوب التي قمنا بتنميتها في المخبر" يقول رئيس الفريق.
أحد هذه العقارات، كان قد صُمّم مسبقاً من قبل الفريق كعامل مضادٍّ للسرطان وقد أكمل لتوّه المرحلة الثانية من التجارب البشريّة السريريّة. وكان العقار يحمل نتائج إيجابية في التجارب البشرية وفي هذه التجارب المخبرية.
ووجد الباحثون أنَّ كلا الخلايا السرطانية والخلايا المتضخّمة تتبعان المسار نفسه حين تعرضها للمرض، مما دفعهم إلى تجربة هذا العقار المضاد للسرطان على الخلايا القلبية المصابة بالتضخم.
وبينما كان لبعض المواد المجرّبة تأثيراتٌ ضارّة، كتغيير معدل ضربات القلب أو إيقاف القلوب المجرّبة عن النبض، كان غيرها، كالدواء المضاد للسرطان المذكور سابقاً، قادراً على منع القلب من التضخّم.
ويُبرر الباحثون هذا بأنهم ما زالوا في مرحلة تجريب عقاراتٍ جديدة على أمل إيجاد مركبات بفعاليّة أقوى وتأثيراتٍ جانبيّة أقل، وإذا ما عثروا على عاملٍ مفيد فسيقدمونه للتجارب ما قبل السريرية.
"مع أنّ الطريق ما يزال طويلاً قبل أن يتوفر العقار تجاريّاً، لكننا متفائلون جداً بتمكننا في أحد الأيام من إيقاف تضخّم القلب من التطوّر عند هؤلاء الذين لديهم عوامل الإصابة بالمرض" يقول رئيس الفريق.
المصادر: