صناعة الباحثين > تعرف الفروع الجامعية
دراسة الأدب الإنكليزي
يتوفر في الجامعات السورية فروعٌ للغات الآتية: العربية وآدابها - الإنكليزية وآدابها - الفرنسية وآدابها - الروسية وآدابها - الألمانية - اليابانية - الإسبانية - الفارسية.
وبالطبع فإنَّ هناك قواسم مشتركة كثيرة في دراسة اللغات والآداب المختلفة من جهة، وهناك سمات تتمايز بها كل لغة من جهة ثانية. فلنقرأ معًا بعض النقاط الأساس المرتبطة بدراسة الأدب الإنكليزي في الجامعات السورية.
انطباعات المتقدّم الأولى:
قد يكون تحدُّث الإنكليزية بطلاقة هو الهدف الأوّل لقاصدي هذا الفرع، وهذا ما يُعدُّ من الانطباعات الشائعة الخاطئة، لأنَّ طبيعة المقررات ومحاور تركيزها لا يمكن أن تحقق هذا الغرض بالمستوى المنشود دون أن يبذل الطالب جهودًا مغايرة خارج القسم. فهنا سوف تتعامل مع اللغة الإنكليزية لا بوصفها المادّة التي تدرس بها مقرراتك فحسب، بل بوصفها مادة الدراسة أيضًا؛ أي الموضوع الذي تدرسه، إذ يقدم لك التخصص أسسًا لغوية (صوتيّات، قواعد، إنشاء، ترجمة...)، ويركّز على الأسس الأدبية أيضًا (شعر، قصة قصيرة، رواية، مسرح…)، وتحظى مواد القواعد واللغويات والإنشاء بأهميّة كبيرة لأنّها الأدوات التي تمكّنك من إتقان اللغة على نحو أفضل.
وقد يظنُّ بعض المتقدمين أنَّ دراسة المقررات الأدبية سيكون على النحو الذي نطّلع به على بعض القطع الأدبية في المدرسة، لكنَّ الأمر مختلف هنا؛ إذ يجب عليك أن تكون ملمًّا بالآداب العالمية عامّة والإنكليزية خاصة وتسعى دائمًا إلى زيادة اطلاعك، ومن الجيّد جدًّا أن تحاول بناء معرفة متّسقة -تدريجيًّا- عن تاريخ بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية في الحد الأدنى، وأن تتناول في اطلاعك مظاهر الثقافة المختلفة فيهما لأنّها تساعدك على فهم أعمق للأدب الإنكليزي والسياقات التاريخية والثقافية التي نشأ فيها.
لكن لا تقلق! فإنَّ المتعة التي سترافقك في جهدك هذا لن تكون شيئًا يسيرًا، فالأدب الإنكليزي -عمومًا- أدبٌ رفيعٌ قدّم للعالم نصوصًا خالدة ومتجددة المعنى والدلالات، وما يزال يقدّم ذلك.
طريقة التقدُّم:
إضافة إلى درجاتك في اللغة الإنكليزية ومجموعك العام هناك اختبار معياريٌّ أولي عليك التقدم له قبل قبولك في الكلية، علمًا أنَّ المفاضلة ستستند إلى درجاتك في الشهادة الثانوية بالدرجة الأولى، ويتكون الاختبار من أربعة أقسام تتضمن 50 سؤالًا متعدد الخيارات:
القسم الأوّل: القراءة: وسيُقدَّم لك نصَّا قراءةٍ مع أسئلة عنهما مرتبطة بالفهم والمفردات.
القسم الثاني: المفردات.
القسم الثالث: القواعد والتراكيب.
القسم الرابع: الكتابة.
المقررات ومخرجاتها:
في "الأدب الإنكليزي" لا يتجاوز عدد المقررات في السنة الواحدة -الموّزعة على فصلين- (15) مقرّرًا، ويتعرَّف الطالب في سنته الأولى اللغةَ والإنشاء والمسرح والقصة القصيرة، ويتعرَّف الشعرَ والنثر والترجمة العامة، ليبدأ في سنته الثانية بدراسة المسرح والشعر والنثر في عصر النهضة وشكسبير، وينتقل في السنة الثالثة ليدرس علمَ اللغة والتعبير الكتابي والأدب الأمريكي وتاريخ الأدب والفكر والترجمة التخصُّصية، ويُكمل في الشعر والنثر والمسرح في عصر عودة الملكية. وفي السنة الرابعة والأخيرة يكمل في الأدب الأمريكي ويدرس الشعرَ والنثر والمسرح المعاصرين والنقد الأدبي والأدب المقارن.
وهكذا فإنّك إلى جانب تعلُّم قواعد اللغة الإنكليزية؛ سوف تتعلَّم طرائقَ الإنشاء والتعبير فيها، وشعرها ونثرها ومسرحها وتاريخها، ونقد الأعمال الأدبية، والترجمة، وطرائق التدريس، ومجموعةٍ من المواد ذات الصلة، لذلك ستكون بحاجة إلى مهارات عديدة كالتحليل والتركيب والبيان والقدرة على إبداء الرأي والنقد، والقدرة الإبداعية وما يتَّصل بها من ملكات فكرية.
فرص الدراسة والعمل المستقبلية:
إنَّ دراسة اللغات والآداب عمومًا تتطوّر سنويًّا وهي متداخلة مع تخصصات إنسانية وعلمية مختلفة، ولا يمكن اليوم لدراس الآداب واللغات أن يحافظ على أساليب الدراسة التقليدية، بل عليه أن يتابع مجاله دائمًا ويطّلع على الدراسات والبحوث الحديثة فيه، ويتعمّق في فهم المدارس اللغوية والأدبية والاجتماعية وتوجّهاتها المختلفة إذا كان يريد أن يبقى متميّزًا في تخصصه.
وفي الجامعات السورية يمكنك إكمال دراسة الماجيستير في الأدب الإنكليزي الذي يتفرّع إلى قسمين رئيسَين: الأدبيات التي تهتم مثلًا بالشعر والمسرح والدراسات النقدية و...، واللغويات التي تهتم بالصوتيات وقواعد اللغة وعلم اللغة العام و...، أمّا دورة الترجمان المحلّف فهي تصدر دوريًّا من وزارة العدل السورية.
وفي مجال العمل فإنَّ قسم اللغة الإنكليزية يتيح لك مجالًا واسعًا من الخيارات، ولهذه اللغة أهميّة عالميّة في كل نطاقات العمل، كالتدريس في المدارس والكليات والجامعات والمعاهد الخاصة والعامة، ويمكنك أن تنشط في المجالات البحثية المرتبطة بالآداب واللغات إذا كنت ترغب في ذلك، إضافة إلى العمل في المؤسسات المختلفة أسوةً بباقي الاختصاصات الأخرى، وكذلك العمل مُترجِمًا سواء في مؤسسات أو في مكاتب للترجمة. وللإعلام نصيبه من فرص عمل هذا القسم أيضًا؛ كالترجمة التحريرية والترجمة الفورية، وفي المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، والعمل في السلك الدبلوماسي والهيئات والمنظمات الدولية. ولا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة إلى باقي اللغات مع تغييرات تمتاز بها كلُّ لغة وثقافة عن الأخرى.