الفيزياء والفلك > علم الفلك
عربة مولدة للأكسجين قد تجعل استيطان كوكب المريخ أقرب
يحتاج الانسان وسطياً الى 1 كيلوغرام من الأكسجين في اليوم الواحد،وفي حال أردنا السفر الى المريخ ستكون مهمة تأمين كمية كافية من الأكسجين أمراً صعباً ومكلفاً. ولكن لاشيء مستحيل أمام طموح الإنسان، فقد اقترح العلماء انشاء مصنع صغير لتوليد الأكسجين على المريخ يمكن أن يؤمن لرواد الفضاء ما يحتاجونه وأكثر .
ستساعد أحد المركبات المريخية القادمة والتابعة لـ NASA البشر في أن يكون لهم موطئ قدم على الكوكب الأحمر. وفقاً لإعلان المسؤولين في ناسا يوم الثلاثاء (31 تموز)، تم تصميم معظم الأجهزة السبع الموجودة على الروبوت ذو العجلات الست، الذي تمت جدولة إقلاعه نحو المريخ في عام 2020، من أجل مساعدة العلماء على اكتشاف و جمع عينات صخرية من الكوكب ربما تحتوي أدلة على استضافة المريخ للحياة في الماضي. ستقوم هذه العربة بالحفاظ على هذه العينات وتعود بها إلى الأرض في المستقبل.
لكن بالاضافة لذلك سيقوم جهاز واحد موجود على متن عربة المريخ 2020 بتوليد الأكسجين من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كتجربة لتكنولوجيات يُمكنها أن تحافظ على حياة رواد الفضاء على المريخ وتساعدهم على الإقلاع إلى الفضاء عندما يحين وقت العودة إلى الوطن. يدعى هذا الجهاز بـ MOXIE. سيقوم هذا الجهاز بسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، والذي يحوي ثاني أكسيد الكربون بنسبة 96% ، وتحويله إلى أكسجين نقي وأحادي أكسيد الكربون.
يقول مايكل هيشت من معهد ماساتشوستس للتكنولوجياعن جهاز MOXIE "هي خلية وقود تعمل بالعكس" ( فغالباً ما يكون ثاني أكسيد الكربون ناتجٌ عن خلايا الوقود التي تولد الكهرباء من وقود مثل الأكسجين).
أوضحت NASA أن المقدرة على توليد الأكسجين على المريخ تعتبر أولوية أساسية خصوصاً مع قيام الوكالة باستهداف المريخ بمهمات مأهولة في ثلاثينيات هذا القرن ورغبتها بإرسال البشر إلى هناك والمساعدة في جعل الحياة المكتفية ذاتياً أمراً ممكناً على الكوكب. (ستؤدي عملية تخفيض أو تحييد الحاجة إلى التزود بالاكسجين من الأرض إلى تخفيض تكاليف المهمة أيضاً). في المستقبل وضمن المهمات المأهولة، سيتنفس رواد الفضاء الأكسجين المنتج على الكوكب الأحمر. لكن سيتم تخزين كميات كبيرة من الغاز من أجل استخدامه كمؤكسد، ليساعد بالتالي في إشعال وقود الصاروخ الذي سيقلع بالمركبة الفضائية من سطح المريخ ويُعود بها إلى الأرض. ووفقاً لمسؤولي NASA، ستحاول التجارب المستقبلية توليد الوقود الصاروخي نفسه -على سبيل المثال، الميثان -انطلاقاً من المواد الموجودة على المريخ.
أما بيل غريستنماير، المدير المعاون لادارة بعثة العمليات والاستكشاف البشري في مقر NASA ينصح بالتروي بقوله "لكن كخطوة أُولى، قبل أن نبدأ بهذه الأشياء –دعونا نقوم بخطوة بسيطة ملائمة لوضعها على العربة المريخية. دعونا نراقب المردود ونفهم -هل هناك شيء ما نسيناه بخصوص البيئة المريخية والذي يُمكن أن يقود هذه المسألة إلى طريق مختلف؟ دعونا نعرف ما يُمكننا القيام به في حالة الأكسجين في البداية، وبعد ذلك سننجز خططاً خاصة بالأجزاء الأخرى لتتناسب جميعها مع بعضها البعض"
إذا جرى كل شيء وفقاً للخطة، سيُنتج MOXIE حوالي 22 غرام من الأكسجين كل ساعة وسيعمل على الأقل لخمسين يوماً مريخياً مختلفاً على مدار المهمة. يقول هيشت، ‘‘أحد أهداف المهمة هو إثبات أنه مع مصنع كهذا بإمكاننا الاستمرار بالعمل بشكلٍ كامل أو شبه كامل تقريباً خلال المهمة وبدون حصول أي عطل"
في الوقت الذي يبدو فيه التأسيس لمصنع أكسجين فوق المريخ أمراً طموحاً جداً بحد ذاته، إلا أن لدى هيشت أحلاماً أكبر من ذلك. حيث يقول ، "تبدأ رؤيتنا بخصوص المهمة المأهولة إلى المريخ بانزال مفاعل نووي صغير على سطح الكوكب بالإضافة إلى نسخة من MOXIE أكبر بمئات المرات . بحلول الوقت الذي سيصل فيه الطاقم إلى هناك، سيكون المفاعل قادراً على العمل وسيكون خزان الأكسجين مليء وجاهز لأخذهم إلى الوطن".
المصدر: هنا
حقوق الصورة: NASA/ESA