الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

حماية الأنواع الحية من الانقراض، بين العلم والعاطفة!

"كلُّ الحيوانات متساوية، لكن بعضها أكثر تساويًا من البعض الآخر" هذا ما قالته بعض حيوانات مزرعة #جورج_أورويل.. فمن الأجدر بالبقاء؟

أعداد الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض في تزايد، وإذا نظرنا إلى الحملات التي تُطلِقها مؤسَّسات حماية الحيوان، فستتصدَّر الحيوانات اللطيفة النَّاعمة "الكيوت" صورَ تلك الحملات.

كانت آراؤكم ومبرراتكم جوابًا للسُّؤال الّذي طرحناه اليوم: أيُّ الحيوانات أجدر بالبقاء؟

وفي المقال الآتي آراءٌ متنوِّعة لها مبرراتها أيضًا، فهل من إجابةٍ نهائيَّة؟

يوجد اليوم أكثر من 4000 نوع حي على شفا الانقراض مع محدودية الموارد المتوافرة لمساعدتهم، ويحتاج قرار اختيار أي الأنواع يجب حفظها إلى تجاوز عامل جاذبية النوع (كأن نفضل الطيور الجميلة مثلاً).

كل الحيوانات سواسية، ولكن؛ بعضها أكثر تساوياً من الأخرى (هذا ما قالته بعض حيوانات مزرعة جورج أورويل). وعلى الرغم من أن المحافظين على البيئة لا يستسيغون الاعتراف بوجوب سماح بعض الأنواع بالانقراض، لكنهم يُدركون أيضاً أنه من غير العملي محاولة توزيع جهودهم على كل الأنواع بالتساوي؛ وهذا يجعل تحديد الأولويات أمراً لا مفر منه.

في الواقع؛ إن كل مؤسسات حفظ الحيوان تفعل ذلك؛ فهي تُركِّز على الأنواع اللطيفة والملونة منها، وتلك التي تُثير عواطفنا في أثناء رسمها وتخيلها. وغالباً ما تستهدف معظم مشاريع الحفاظ على الثدييات الأنواع الرائدة و"ذات الكاريزما" منها، وتترك ثلاثة أرباع الثدييات المُهدَّدة بالانقراض دون حماية.

أظهر استطلاع حديث أن 54% من العلماء اتفقوا على وجوب التخلي عن بعض الأنواع؛ ولكن سيكون اتخاذ القرار في من سيُتخلَّى عنه صعباً؛ إذ إن الحفاظ على بعضها سيكون مُكلِفاً جداً (من الناحية الاقتصادية)، وترك بعضها الآخر لينقرض سيجعلنا نخسر مخزوناً جينياً إضافة إلى أنواع ونظم بيئية (من الناحية العلمية).

وما قد يسهل المَهمة هو التركيز على التنوع الجيني عن طريق تحديد الأنواع التي تُمثِّل فروعاً متنوعة على شجرة الحياة؛ ما قد يسمح بالحفاظ على المزيد من الخيارات من أجل التكيُّف مع التطور المستقبلي وتسارع التغير البيئي. وإذا اتبعنا هذا النهج فسنتخلى عن العديد من الأنواع التي لا تعدو عن كونها ذات أهمية ثقافية أو رمزية للطبيعة كالنمور وسمك السلمون والرموز الوطنية كالنسور والباندا.

إن تحويل الجهود للحفاظ على هذه الأنواع سيحرم غيرها ويتركه عرضةً للانقراض، ولكن؛ مهلاً! إذ إن حديقة حيوانات إدنبرة Edinburgh تأمل عن طريق حفاظها على الباندا بتلقِّي أموال ستساعدها على حفظ الأنواع الأخرى؛ وفي حالات كهذه يبدو أن الإجابة عن سؤالنا قد ازداد تعقيداً!

وليخرج العلماء من هذه الدوامة؛ اقترحوا بدلاً من حفظ الأنواع حفظَ مواطنها الطبيعية والدفاع عن المناطق الغنية بتنوعها البيئي كالغابات المطيرة والشعاب المرجانية؛ وبهذا تُحفظ الأنواع مباشرة. ولكن أيضاً تظهر مشكلة هنا؛ فمثلاً: إذا لم توجَّه العناية نحو بيئات فقيرة كالشواطئ الاستوائية حيث تُعشِّش السلاحف البحرية المهاجرة؛ فستترك هذه السلاحف عرضةً للأخطار. وبذلك نستنتج أن التركيز على نوع بعينه أو نظام بيئي بعينه أو جينات بعينها سيكون له آثاره. وقد يخلُّ التركيز على الأنواع مثلاً بالتوازن ويقضي على الأنواع الأخرى التي لا يراعيها برنامج الحماية؛ ما يُضرّ بالتنوع البيولوجي. ثم إن التركيز على نظام بيئي بعينه قد لا يكون له تأثير كبير في الأنواع المهاجرة التي يجب التركيز على حماية خطِّ الهجرة الخاص بها.

إذاً؛ السؤال المطروح يبقى عصياً على الإجابة ومحكوماً بالتوجه والغرض من برنامج الحماية والموارد المتاحة، ومع أن العلماء قد يختلفون في اتخاذ القرار الصائب، ولكن؛ ما يتفقون عليه بنسبة 99% هو أن الأنشطة البشرية تسرِّع حدوث الخسائر الفادحة التي تحدث بالتنوع البيولوجي العالمي.

المصدر:

هنا

هنا