البيولوجيا والتطوّر > الأحياء الدقيقة
القدرة العلاجية للعسل الطازج، أبطالها 13 نوعاً من البكتريا اللبنية!
تعتبرُ البكتريا المقاومة للصادَّات الحيويَّةِ مشكلةً متزايدةَ الخطورةِ في العالم، وفي نيسان من عام 2014، أعلنَت منظَّمةُ الصِّحَّةِ العالميَّة أنَّ هذه البكتريا تشكِّلُ تهديداً كبيراً على الصحة العامة.
استخدمَ البشرُ العسَلَ الخامَ -لعدَّةِ قرونٍ- للمساعدَةِ في مكافحَةِ العدوى، ولكن العلماء عانَوا كثيراً لمعرفةِ السبب الكامن وراء تلك الخصائص العلاجية.
لاحقاً وجد باحثونَ في جامعة "لوند" في "السويد" مجموعةً فريدةً من 13 نوعاً من بكتريا حمض اللاكتيك (حمض اللبن) موجودةٌ في العسَلِ الطازج، والتي تعيش في معدةِ العسلِ عند نحلِ العسل، تمتلك هذه البكتيريا قدرةً كبيرةً على محاربةِ الميكروباتِ الممرضَةِ بسببِ قدرتِها على إنتاجِ العديدِ من الصَّادَّات (المضادَّات) الحيوية.
تنتج هذه البكتريا مجتمعةً، عدداً من مركَّّباتٍ ميكروبيةٍ نشطة، كـ "بيروكسيد الهيدروجين" والأحماضِ الدِّهنيَّةِ وموادٍ مخدِّرة، والتي يمكنها أن تَقتلَ البكتيريا الضارَّة الأخرى - ويُعتَقَد أنَّ هذه هي الوسيلة التي تَقِي مستعمرةَ النَّحلِ من الانهيار.
لكن للأسف، يُعالَجُ العسل الذي نشتريه من المتاجر أثناء التعبئة، وبالتالي تُستَبعَدُ هذه البكتريا من العسل، والتي يعتقد الباحثون الآن أنها يمكن أن تساهمَ في علاج الجراثيم المعنِّدة ضدَّ الصادات.
إلى الآن، اختُبِرَت بكتريا حمض اللاكتيك تجاهَ سلالاتٍ لعوامِلٍ ممرضةٍ تسبِّبُ أخماجاً شديدةً للبشر، كالمُكَوَّرات العنقوديَّةِ الذَّهبيَّةِ المقاومَةِ للميثيسيلين (MRSA)، الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) والمُكَوَّراتِ المعويَّةِ المقاومةِ للفانكومايسين (VRE) وغيرها. أشارت النتائج إلى تصدي البكتريا اللبنية للسلالات المختبَرَةِ تجاهها.
كما اختُبِرَت بكتيريا حمض اللاكتيك (حمض اللبن) مباشرةً على الخيول المصابةِ بجروح مُعَنِّدة (صعبة الشفاء)، حيث حاولَ أصحابُها استخدامً طرقٍ أخرى عدةٍ ولكن دونَ جدوى. وقد مُزِجَت البكتريا هذه المرةَ مع العسل وطُبِّقً المزيجُ على عشَرةِ خيولٍ، وكانت النتيجةُ أنَّ جروحَ جميع الخيول تعافت وإلتأمت بفضل المزيج.
أوضحَ الفريقُ في بيانٍ صحفيٍ أنَّهم يعتقدونَ أنَّ هذه البكتريا ذات قدرةٍ عاليةٍ جداً لأنَّها تنتجُ مجموعةً واسعةً من الموادِ، التي تتغير استجابةً للعاملِ الممرضِ الَّذي تحاربه. "عندما تُستخَدَمُ هذه الأنواع الثلاثة عشر وهي على قيدِ الحياة، فإنَّها تُنتِجُ المضادَّ الحيويَّ المناسِبَ تبعاً للحاجةِ، وعلى ما يبدو فإنَّها قد عَمِلَت بشكلٍ جيِّدٍ لملايين السنين في حمايةِ النَّحلِ وعسلِهِ"
حتى الآن، تم اختبارُ بكتيريا النَّحلِ ضد مسبِّباتِ الأمراض البشريَّةِ في المختبر فقط، لذلك نحن لا نستطيعُ معرفةَ فعاليَّتِها على جروحِ الإنسان، ولكنَّ النتائِجَ واعدةٌ للغاية، والخطوةُ التاليةُ هي إجراءُ المزيدُ من الدراساتِ للتحقُّقِ من الاستخدام السَّريريِّ الواسِعِ ضدَّ الالتهاباتِ الموضعيَّةِ للإنسان وكذلك على الحيوانات. ومن إجابيات هذه النتائِجِ أيضاً، انعكاساتها الإيجابية على البُلدانِ النَّاميةِ، حيث أنَّ العسلَ الطَّازجَ متاحٌ بسهولةٍ هناك، لكن عمليَّةَ معالجةِ العسلِ - في البلدان الغربية - تُفقِده قدرته على مكافحة العواملِ الممرضةِ لذلك يُنصحُ ببدءِ تخزينِ العسلِ الطَّازجِ وغيرِ المعالج.
المصادر: