Genie الطفلة المتوحشة... الانتهاك أو سوء معاملة الأطفال Child Abuse

مذ بلغت Genie -وهو اسم مزيف أُطلق على الطفلة بغرض الحماية- الشهر العشرين من عمرها؛ قام Clark Wiley والد الطفلة بعزلها عن والدتها Irene وعن أخيها وعن العالم أجمع، وعن حقها بحياة إنسانية، بحجة أنه أراد حمايتها، حيث أيقن في قرارة نفسه أنها مصابة بالتخلف العقلي، جاعلا من ابنته ضحية لأبشع قضايا العنف الأسري على مستوى العالم.

في العام 1970؛ حيث بلغت Genie في ذلك الوقت 13 عاما، استطاعت والدتها الهرب بها إلى مكاتب الشؤون الاجتماعية في لوس أنجلوس طلبا للدعم المادي. حينها قام العاملون في المكتب بإبلاغ السلطات لما صُدموا بغرابة مظهر Genie وسلوكها بالنسبة لعمرها ومشيتها الشبيهة بـ"مشية الأرنب".

عندما أدخلت Genie إلى مشفى الأطفال؛ كانت لا تزال ترتدي الحفاضات، وكانت تبدو بحجم فتاة في الثامنة من عمرها، ذات مهارات حركية ولغوية طفلية والقليل جدا من المفردات والكلمات التي استخدمتها لوصف قسوة والدها.

بين عامي 1971 و 1975 وُضعت Genie بين أيدي فريق متعدد الاختصاصات لتكون حالة مثالية لدراسة النتائج التطورية للانعزال الاجتماعي المفرط. "كان سلوك Genie بعيدا عن التحضر والذوق.. ولكنها أسرتني بجمالها رغم ذلك"..، هذا ما قالته واحدة من أعضاء ذلك الفريق.

وكأن ما تعرضت له Genie لم يكن كافيا، لتبدأ المنازعات بين أعضاء الفريق حول الوصاية والرعاية المقدمة للطفلة، منها بدافع الاهتمام والحب الحقيقي، والبعض بدافع كسب الشهرة والربح. تنقّلت Genie بين دور الرعاية وكانت تحت وصاية العديد من الآباء، وتعلمت خلال هذه الفترة لغة الإشارة. وقد عانت ما عانته وتدهورت حالتها حتى فقدت القدرة تماما على الكلام بعد حادثة تم الكشف فيها عن أنها كانت تتعرض للعقاب إذا تقيّأت، وذلك في أثناء فترة الوصاية من قبل أحد القائمين على رعايتها.

استطاعت Irene والدة Genie استعادة الوصاية على ابنتها في العام 1975 حيث كانت تبلغ من العمر 18 عاما، لكنها تنازلت عنها حالما أدركت عجزها عن تلبية احتياجات ابنتها. وقامت بإعادة المحاولة مرة أخرى بعد 3 سنوات، إلا أنها فشلت في ذلك، حيث أدخلت Genie في ذلك الوقت إلى دار رعاية خاصة بالبالغين لم يتم التصريح عن موقعها أو اسمها. قامت Irene بعدها بمقاضاة الفريق الخاص برعاية Genie زاعمة أنه استغل ابنتها في سبيل الشهرة والربح، ولكن الدعوى أسقطت في العام 1984.

تحدثت ABCNEWS.com في تقرير لها عام 2008 أن Genie كانت تعيش في منشأة خاصة في العام 2000. وكانت هذه آخر المعلومات المتاحة حول حياة Genie حتى الوقت الحاضر.

كان مصير والدة Genie هو الوفاة في العام 2003 عن عمر يناهز 87 عاما لأسباب صحية، أما والدها فقد أطلق النار على نفسه في أثناء محاكمته بعديأن تمت إدانته، تاركا ملاحظة مكتوبة قال فيها: "العالم لن يفهم أبدا The world will never understand”

Child Abuse: الانتهاك أو سوء معاملة الأطفال التعريف والأسباب والنتائج

يمكن تعريفه بأنه الإهمال أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية والعاطفية أو الجنسية للطفل من قبل والديه أو من يقوم على رعايته، سواء بالقول أو بالفعل والذي يعود على الطفل بالضرر أو ما يهدد به على اختلاف درجاته.

الجميع سيتساءل -العاقلون منهم على الأقل- لم قد يفعل الآباء ذلك، أهو الجنون؟ اليأس؟ المرض النفسي؟ أم ربما هم مجرد أجساد عديمة المشاعر؟

إن الإساءة للأطفال هي ظاهرة معقدة متعددة الأسباب، وإن معرفة هذه الأسباب هو أمر حاسم في معالجة المشكلة. ترتبط الإساءة للطفل بالإساءة للشريك (الزوج أو الزوجة)، ولكن من الصعب تحديد فيما إن كانت الإساءة للطفل هي بسبب خلافات زوجية، أو أن كلا الأمرين هما بسبب ميول ونزعات الطرف المسيء. قد تكون الأسباب هي التوقعات الخيالية من قبل الآباء والتي تفوق قدرات الطفل على تحقيقها. وحين يفشل الطفل في تحقيق مبتغى والديه فإنه قد يكون عرضة للإساءة بأنواعها. تتنوع الأسباب حقيقة لتشمل الفقر، والبطالة، والجهل ونقص التعليم، والعزلة الاجتماعية، والكآبة، وضغوط العمل، والمشاكل الصحية الجسدية والنفسية، وإدمان الكحول والمخدرات، وتعرض الطرف المسيء بحد ذاته للإساءة في مرحلة من حياته.

كما وتوجد بعض العوامل المجتمعية التي تزيد من انتشار هذه الظاهرة، كغياب الرادع لاستخدام العنف والقوة والعقاب الجسدي، والعنصرية، والتمييز بين الرجل والمرأة في بعض المجتمعات.

تعود هذه الانتهاكات على الطفل -وفي مختلف مراحل حياته العمرية مستقبلا- باضطرابات سلوكية، نقص الاستقرار النفسي والعاطفي، والكآبة، والميل للعنف تجاه الآخرين، وارتفاع معدل الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية.

المصادر:

- هنا

- هنا

- هنا

- هنا