الكائن الأقل جمالاً على كوكبنا

لا بدّ وأنّكم تحبّون الباندا، ذلك الحيوان اللطيف الجميل، وأنا متأكدٌ أنكم تتابعون باستمرارٍ أخباره كونه حيواناً مسكيناً مهدّداً بالانقراض، إنه لأمرٌ جميلٌ وسامٍ أن نهتمّ بالحيوانات التي أدّت ممارساتنا لجعلها تصل إلى شفا هاوية الاختفاء عن كوكبنا الأزرق، لكن في محيطات كوكبنا الأزرق وعلى يابسته توجد كائناتٌ هي الأخرى في خطر، وللأسف فإنها بالكاد تحظى باهتمامنا وربما حتى لا نعرفها والسبب بسيط: إنّ شكل الباندا الجذّاب أكسبه الاهتمام وفي المقابل فإنّ شكل بعض الحيوانات القبيح يجعلها حيواناتٍ مجهولةً لكثيرين، وبغية التعريف بها رغبةً في حمايتها، قامت منظمة "حماية الحيوانات القبيحة" بإجراء انتخابٍ لاختيار أقبح حيوانٍ على الأرض لأجل إكسابه الشهرة ما يضمن له جهوداً أكبر لحمايته من الانقراض وهذا الحيوان هو السمكة الفقاعة، وستكون الممثّلة لكل الحيوانات القبيحة في العالم من أجل لفت الانتباه لها وحمايتها من الأخطار.

إنّه أمرٌ جميل-أقصد حماية الحيوانات- لكنني أعتقد أن هذه السمكة قد ظُلِمَت! لماذا؟ سأجيبكم..

تعيش هذه السمكة بالقرب من السواحل الاسترالية على عمقٍ يتراوح بين 2000 و 4000 قدم (610 و 1220 متر تقريباً) وفي تلك الأعماق فإن الضغط سيصبح أكبر بـ 120 مرة مما هو الحال عليه عند سطح البحر. وهنا أستطيع أن أجزم أنكم لا تريدون أعزائي القرّاء أن تنزلوا إلى بيئة عيش سمكتنا هذه دون غوّاصةٍ خاصة، وكذلك الأمر بالنسبة للسمكة الفقاعة، هي أيضاً لا تريد الصعود إلى بيئتنا.

أمرٌ آخر أودّ إخباركم به، وهو أنّ بعض الأسماك تملك أكياساً بإمكانها أن تمتلأ بالهواء مما يساعدها في السباحة والطفو، لكن عندما تُؤخذ بعيداً عن بيئتها فإن هذه الأكياس تتوسّع إلى قدرٍ كبير فتدفع بأعضائها الداخلية إلى خارج جسم السمكة عن طريق فمها! حسناً، وهل تملك سمكة الفقاعة هذه الأكياس؟ لا، لأنها تعيش في أعماقٍ كبيرةٍ ففي حال امتلكت هذه الأكياس فلا بد وأنها ستنفجر من شدة الضغط، ليس هذا فقط بل إنها لا تملك هيكلاً دعامياً(عضلات أو عظام) لنفس السبب(لأنها تعيش في أعماقٍ حيث الضغط مرتفعٌ جداً).

وفي هذا الصدد يقول هينري ريش: " على عكس الأسماك الأخرى، فإنّ الأسماك التي تعيش في الأعماق لا تمتلك أكياساً تمتلىء بالهواء لأنها ستتفجر تحت الضغط العالي. وفي الواقع، فإنها تمتلك هيكلاً عظميّاً بسيطاً وقواماً هلاميّاً، لأن الطريقة الوحيدة لمقاومة الضغط العالي في المياه العميقة هو أن تكون المياه هي الهيكل الدعامي".

وأخيراً، ولأقنعكم أكثر بأن هذه السمكة ليست قبيحة فما علينا إلا أن ننظر إلى شكل الإنسان إذا عاش في بيئتها(على عمق 1220 متر) فإنه وللأسف سيُسحق ويتحوّل إلى نوعٍ من الفطائر(الفطائر المسطحة) أما سمكة الفقاعة فإنها ستبدو وكأنها سمكة! نعم ستبدو هكذا في بيئتها الطبيعية التي تنتمي لها(وليس في بيئتنا نحن)..

"الاسم العلمي لسمكة الفقاعة:Psychrolutes marcidus"

المصدر:

هنا