الكيمياء والصيدلة > صيدلة
الفطر السحري ما هي حقيقته؟ وهل ممكن استخدامه طبياً؟
منذ صغرنا، استهوتنا بيوت السّنافر.. بيوتٌ ساحرةٌ على شكل فطر. سنتعرّف اليوم على فطرٍ يسحر بطريقةٍ أخرى، فطرٍ يُدخِل الشّخص بهلوساتٍ وكأنّه في حالةٍ سحريّةٍ..
دراسةٌ جديدةٌ وجدت فيه علاجاً للأمراض النّفسيّة، لنتعرّف سويّةً على مادّته الفعّالة وكيفيّة تأثيرها، في هذا المقال.
رحلةٌ خياليّةٌ غامضةٌ أشبهُ بعالم الأحلام، يعيشها كلّ من يتناول الفطر السّحريّ Psilocybe Semilanceata بخواصّه المهلوسة المسؤولة عنها مادة سيلوسيبين Psilocybin، الّتي تمكّن العلماء حديثاً من معرفة آليّة التّغيّرات التي تُحدثها على مستوى الدّماغ.
إذ قام فريقٌ بحثيٌّ ألمانيٌّ بإجراء دراسةٍ عمليّةٍ وللمرّة الأولى لمعرفة آليّة عمل هذه المادّة. فتمّ حقن 15 شخصاً بالسيلوسيبين السّائل وهم مستلقون داخل جهاز التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ الوظيفي fMRI؛ الّذي أظهر تدفّق الدّم في مناطقَ مختلفةٍ من الدّماغ، وهذه دلالةٌ على مدى فعاليّة ونشاط هذه المناطق.
بعدها تمَّت مقارنة الصّور المأخوذة للأشخاص الخاضعين لتأثير هذه المادة مع صورٍ لأشخاصٍ لم يخضعوا لتأثيرها. فبعد الإعطاء أظهرت النّتائج نشاطاً زائداً في الحصين والقشرة الحزاميّة الأماميّة، وهي مناطق تلعب دوراً في الانفعالات وتشكيل الذّاكرة وتُعتبَر بدائيّةً في الدّماغ لأنها شكّلت جزءاً من المناطق التي تطوّرت فيما بعد.
في نفس الوقت لاحظوا انخفاضاً في نشاط المناطق الأقل بدائيّةً مثل المهاد والقشرة الحزامية الخلفية والقشرة الجبهية المتوسطة، وهي مناطق مسؤولةٌ عن التحكم الذاتيّ والتفكير المتقدِّم.
إنّ هذا النّمط من النّشاط (زيادة في المناطق البدائيّة وانخفاض في المناطق الأقل بدائيّة) يعتبَر مماثلاً لما يحدث أثناء نوم الإنسان.
بغضّ النّظر عن هذه الحقائق العلميّة، كيف يمكن لنا الاستفادة من السيلوسيبين؟
يمكن استخدام هذه المادّة في معالجة الاضطرابات النفسيّة، فالنوم وسيلةٌ أساسيةٌ لعلاج وفهم الانفعالات في اللّاوعي؛ فإذا استخدمنا السيلوسيبين فسنُدخِل المريضَ في حالةٍ تشبه النوم، وبالتّالي يمكن له التغلّب على الضغوط النّاتجة عن الاكتئاب والرّضّ النّفسيّ، وأيضاً التّغلّب على العوائق الداخليّة التي تمنعه من التغيير والمُضِيّ قُدُماً في الحياة.
لن تتوقّف الأبحاث عند هذا الحد، إذ عقد العلماء عزمهم على اكتشاف قدرة المهلوسات المختلفة في معالجة الاكتئاب. فمَن كان يعتقد أنّ هذه المواد وما تحمله من خطورةٍ ستشكّل مفتاحاً لمعالجة الاضطرابات النّفسيّة؟!
المصدر:
مصدر الصورة: