الطب > مقالات طبية
التبريد الفائق للأعضاء يبقيها صالحة للزراعة لأيام
لما بيفشل علاج أحد أعضاء الجسم، وما بضل وسيلة إلا استبداله بعضو جديد، بصير الهمّ الأكبر هو البحث عن متبرع وبأسرع وقت، بس اليوم صار الأمل أكبر للمريض بفضل هالدراسة..
طريقة جديدة تحفظ الأعضاء بتبريد فائق عدة أيام قبل زراعتها:
في عام 2013 تم إجراء حوالي 6400 عملية زراعة كبد في الولايات المتحدة، إلا أنّ الطلب يفوق العرض بكثير، وهناك أكثر من 15000 مريض على قائمة الانتظار الحالية. وما يزيد الأمر تعقيداً هو أن الكبد يمكن حفظه لفترة قصيرة ريثما يصل من المتبرع إلى المريض، حيث تبقى الأعضاء محفوظة لمدة 12 ساعة فقط بوضعها على الجليد مع محلول المواد الحافظة البارد، لأن تجميدها يبقى خياراً غير متاح، حيث تولّد عملية التجميد بلورات جليد يمكنها عبور الخلايا عند الذوبان.
استبدل الباحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد تقنية التخزين التقليدية للأعضاء بطريقة يمكنها زيادة عمر الكبد الافتراضي وغيره من الأعضاء المنقولة الأخرى، وتقول النتائج المنشورة في شهر تموز في مجلة Nature Medicine أنهم نجحوا في الحفاظ على أكباد الجرذان حيّةً لمدة ثلاثة أيام كاملة.
لنرى كيف قاموا بذلك...
للحفاظ على الأعضاء لفترة طويلة، استخدم الفريق آلة خاصة لخلق منطقة كيميائية عازلة حول خلايا العضو المنقول، تقوم هذه المنطقة بحماية الأغشية الخلوية من خطر الجليد، وقام الفريق بعد ذلك بتبريد الكبد ببطء إلى الدرجة -6 مئوية (6 تحت الصفر) دون تجميدها وإنما "تبريدها بشكل فائق".
في التجربة تلقّت ستة جرذان كبداً محفوظةً لمدة ثلاثة أيام وفق طريقة التبريد الفائق السابقة، وبقي كل منها على قيد الحياة مدة ثلاثة أشهر (انتهت التجربة عند هذه النقطة، حيث تم قتل الجرذان بشكل رحيم)، وكما هو متوقع فإن الجرذان التي تلقّت كبداً عمرها ثلاثة أيام محفوظة على الجليد كلها ماتت. على أية حال إنّ طريقة التبريد الفائق لا تستطيع أن تعمل بشكل غير محدود، حيث أن حوالي 60% من الجرذان التي تلقت كبداً مخزّنة لأربعة أيام تمكنت من البقاء على قيد الحياة مدة الدراسة، ويخطط الفريق لاختبار هذه الطريقة على الخنازير والبشر.
إن نجاح هذه الطريقة يجعل عملية زراعة الأعضاء متاحة لعدد كبير من المرضى، علماً أن الخطة الوطنية لتوزيع الأكباد- كأعضاء للزراعة- في الولايات المتحدة بعيدةٌ عن المساواة. فعلى سبيل المثال المرضى الذين يعيشون بالقرب من المناطق المضطربة، مثل الطرق الرئيسية المزدحمة، هم أكثر عرضة لحوادث المرور، ولديهم فرصة أكبر لتلقي الكبد المتاحة للزراعة.
ووفقاً ل Korkut Uygun الأستاذ المساعد في الجراحة في كلية الطب في جامعة هارفارد، والذي كان جزءاً من تجربة الكبد، فإنّ عملية التبريد الفائق في المستقبل ستدعم أبحاث الأعضاء على الشريحة، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا البشرية المزروعة في المختبرات والمصمّمة لتقليد عمل أعضاء الجسم المختلفة، وتمثل وسيلة مرتقبة لدراسة كيفية عمل أجهزتنا، وكيفية الاستجابة لمختلف أنواع الأدوية، حيث ستجعل طريقة التبريد هذه نقل الأعضاء من مختبرات التصنيع إلى الباحثين أكثر عملية.
ويبقى التركيز الأساسي حالياً على الوعد بحصول جميع المرضى على الأعضاء المتاحة للزراعة، في الوقت الذي تزيد فيه قائمة الانتظار لعمليات الزراعة لمختلف الأعضاء عن 122000 مريض.
والسؤال إنو ممكن تكون هالطريقة فتحت الباب ليصير في بنك للأعضاء ينقذ حياة الآلاف سنوياً؟ ويصير حفظ الأعضاء غير محدود بمدة؟
المصدر: