الفنون البصرية > فن وتراث
لماذا هكذا ألوانها ؟!
في حلقة اليوم من "لماذا هكذا ألوانها" سنرى ألوان متعدّدة في تفاصيل أشياء مختلفة، لنكتشف كيف اكتسبتها .
فوهات مياه الحرائق في الشوارع وفي الأبنية تصبغ بعدة ألوان. لماذا؟
إن ربط اللون الاحمر مع فوهات مياه الحرائق يعود الى زمن اختراع أول فوهة حريق، حيث كان يتم سد بئر الماء المخصّص لإطفاء الحرائق بقطعة من الخشب الأحمر. ومع ذلك نرى على الطرقات العديد من فوهات الحريق بألوان مختلفة، هذه الألوان تساعد رجال الاطفاء على معرفة مخزون المياه داخل كل فوهة من الفوهات
على سبيل المثال، فوهات الحريق التي تستخدم مياه البلدية تكون باللون الأصفر مع قمّة ملونة للإشارة إلى كمية غالونات المياه المتاحة للإستخدام في الدقيقة/ GPM للمياه.
فالفوهة الحمراء تشير إلى أن سرعة تدفق المياه هي 499 غالون في الدقيقة ، والبرتقالي يدل على أنسرعة تدفق المياه من 500 إلى 999 غالون في الدقيقة، والأخضر تكون سرعة تدفق المياه فيه من 1000 الى 1499 غالون في الدقيقة،أما اللون الازرق فيدل على 1500 غالون في الدقيقة
فوهات مياه اطفاء الحرائق ذات اللون الاحمر تستخدم نظام مياه خاص بها، أما اللون البرتقالي فيدل على ان المياه غير صالحة للشرب و اخيراً فوهة مياه الحريق ذو اللون الاسود تدل على أنها غير صالحة للاستخدام.
حظائر الحيوانات تُدهن غالباً باللون الأحمر. هل تعرفون السبب؟
في القرن الثامن عشر، كان المزارعون يحاولون منع العفن من التشكل على جدران الحظائر الخاصة بهم ، فما كان منهم إلّا أن قاموا بتغطية خشب الحظائر بخليط من زيت بذر الكتان والحليب والجير ونتيجة لهذا الخليط تغير لون الخشب الى اللون البرتقالي المحروق. ومع ذلك لم يتوقف العفن عن الظهور على الخشب، فأضاف المزارعين تارةً الصدأ و تارةً أخرى أكسيد الحديد إلى المزيج حيث انها ساعدت بشكل كبير في التقليل من العفن، و تحول لون الخشب الى اللون الاحمر .
ومع ظهور شركات الدهان في اواخر القرن التاسع عشر اصبح اللون الاحمر اللون المعتمد لدهان الحظائر حيث انه اقل الألوان كلفة واستخدامه اصبح تقليداً جميلاً بين المزارعين.
ننتقل إلى مطاعم الوجبات السريعة والتي عادتاً تلون باللونين الأحمر والأصفر
أن تتشارك كل هذه شركات مطاعم الوجبات السريعة بنفس ألوان الشعارات فهذا ليس من قبيل المصادفة بالطبع. وفقاً لعلم الألوان، فإن اللونين الأحمر والأصفر الدافئ يحفزان الشهية بطريقة لا شعورية كما تعمل هذه الألوان على نشر الشعور بالتقبل والإيجابية لدى الزبائن. ولذلك نرى مطاعم الوجبات السريعة تستخدم هذه الألوان في كل شيء ابتداءاً من الشعارات إلى صواني التقديم وحتى في ديكور المطاعم لجذب اكبر عدد من الزبائن إلى الطعام دون الحاجة إلى إلى البقاء في المطعم لفترة طويلة.
من جهة أخرى تميل الألوان الباردة إلى قمع الشهية وإبطاء عملية الهضم.
كما أن شركات تغليف الأغذية تتبع نفس المبدأ مع ورق تغليف الاطعمة والمواد الغذائية وذلك لجذب عين المشتري إليها حيث أن الألوان القوية تشد انتباه الناس أكثر من الألوان الباردة.
من الحظائر والمطاعم ننتقل إلى الإشارة الضوئية
لماذا لون إشارة المرور الاحمر يعني التوقف والأخضر يعني التقدم؟ متى تم استخدامها للمرة الأولى ؟ (هالحكي في البلدان المتحضرة أما عنا كلووووو منشوفو أخضر ومندعس بينزين عالصاجة)
يعود نظام الألوان الضوئية إلى إنجلترا وتحديداً إلى العام 1841، عندما قامت شركة ليفربول ومانشستر للسكك الحديدية -التي تمثل أول شركة تستخدم المسار المزدوج لسكك العربات الحديدية في العالم- باتباع نظام الألوان باستخدامها للأعلام والإشارات والإضاءة الملونة . و اللونان الرئيسيان هما الأحمر والأخضر الأول للتوقف والثاني للعبور. أحياناً يُمزج اللون الأحمر بالبرتقالي والأخضر بالأزرق لتسهيل تمييزها من المصابين بعمى الألوان الذين لا يستطيعون التفريق بين اللونين الأحمر والأخضر.أما السبب فهو أن اللون الأحمر دلالة على الخطر والانتباه، في حين يدل اللون الأخضر على التقدم والحذر.
الفائز الأول في أي مسابقة يحصل على شريطة زرقاء ( ليس في مسابقات أيامنا هذه بالطبع) لكن إلى ماذا ترمز الشريطة الزرقاء ؟
في قديم الزمان كان الفرسان في فرنسا الذين ينتمون ل "جمعية الروح القدس" التي تأسست عام 1587 يلبسون صليباً مميزاً معلق على شريطة زرقاء
أو "لو كوردون بلو"، حول أعناقهم. ومن هنا جاءت هذه العادة الفرنسية أن يرتبط الاحترام والانتصار والرفعة بالشريط الأزرق بالاضافة الى طبق الدجاج اللذيذ والذي يحمل نفس الاسم
. وعندما بدأت سفن الركاب في المحيط الأطلسي تتسابق مع بعضها عام 1830،كانوا يطمحون الى جائزة الشريط الازرق "المعنوية" التي لم تكن موجودة في الواقع في شكلها المادي حتى عام 1935.
عندما انتهى السباق، طالب أحد الفائزين بالكأس وشريطة زرقاء ليتم وضعها راية على السفن حتى تُرى من بعيد دلالة على الانتصار والفخر
ومنذ ذلك الحين، والسعي وراء تحصيل الشرائط الزرقاء في السباقات على اليابسة، في البحر او عن طريق معارض العلوم المدرسية أصبح الشغل الشاغل للأميركيين.
الحلقة الفائتة من سلسلة" لماذا هكذا ألوانها " :
المصدر :