الطب > مقالات طبية
تأخير دوام المدارس في فترة المراهقة
دعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال المدارس التي يرتادها طلّابٌ تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 سنة لتأخير بداية الدروس فيها حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، أو حتى بعد ذلك - حالياً 15% فقط من المدارس هناك تفتح أبوابها بعد هذا التوقيت - والسبب وراء هذه الدعوة هو الرغبة في التخفيف من حرمان النوم الذي يعاني منه المراهقون، وذلك عن طريق مساعدتهم على التعامل مع التغيّر في ساعتهم البيولوجية والذي يتزامن مع البلوغ، حيث تترافق هذه المرحلة مع التأخر في الذهاب إلى النوم بمعدل ساعتين وسطياً عن مرحلة الطفولة.
إنّ الحرمان من النوم قد يؤدي لزيادة في حوادث السيارات وزيادة في الوصول المتأخر للمدرسة، إضافة للتدنّي في التحصيل الدراسي وزيادة معدل الإصابة بالاكتئاب والمزاجية والبدانة. وقد نُشر استطلاع من قبل المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم، أوضح أن 59% من طلاب المدارس المتوسطة و87% من طلاب المدارس الثانوية غير قادرين على نوم المدة الموصى لهم بها والتي تتراوح بين 8.5 إلى 9.5 ساعة في اليوم.
لقد قامت 1000 مدرسة تقريباً في 70 منطقة تعليمية في الولايات المتحدة بتأخير بداية الدوام فيها، ذلك لأن الفائدة من هذه الخطوة كبيرة و تتمثل في زيادة عدد ساعات النوم في الليل، وتقليل النعاس أثناء النهار بالإضافة لتحسين المستوى الأكاديمي و الصحي للطلاب. فعلى سبيل المثال تم إجراء دراسة في جامعة مينيسوتا استمرت ثلاث سنوات وشملت 9000 طالب من مدارس ثانوية مختلفة بدأت بتأخير الدروس الصباحية. أظهرت هذه الدراسة تحسناً ملحوظًا في الدرجات التي نالها الطلاب في امتحاناتهم وانخفاضاً بمعدل 65-70% في حوادث السيارات لدى المراهقين منهم.
وأكّد Russell Foster من جامعة أوكسفورد والذي شارك في إحدى الدراسات حول الموضوع في بريطانيا، أنّ أفضل توقيت للبدء بالدروس هو بين الثامنة والنصف والعاشرة صباحاً. ولكن بالرغم من الفائدة الكبيرة لهذه الخطوة إلّا أنّ هناك مقاومة في بريطانيا لتنفيذها ويأمل Foster أن يتغيّر هذا الواقع قريباً هناك.
المصدر: