المعلوماتية > عام
صعود الروبوت الصحفي: عندما تكتب البرمجيات الأخبار
بعد ثلاث دقائق فقط من ضرب زلزال لولاية كاليفورنيا في يوم الإثنين الحادي والعشرين من شهر مارس لهذا العام، قامت صحيفة "ذا لوس أنجلوس تايمز" بنشر الخبر على موقعها الإلكتروني
كان المقال قصيراً وعاديًا، وغطّى كافة التفاصيل المهمة – موعد ضرب الزلزال، وشدته وانتشاره-. الإشارة الوحيدة الدالة على شيء غير اعتيادي كانت في الجملة الأخيرة في المقال:" هذا المقال تم إنشاؤه بواسطة خوارزمية كتبها المؤلف.”
بعبارة أخرى، هذا المقال قد تم جمعه من قبل روبوت.
جذب هذا المقال الانتباه الواسع بمجرد أن أدرك القراء أن هذا المقال مُوَلّـد من قبل حاسوب!
و لكن وُجد أنه بالفعل توجد آلات بأعداد قليلة تقوم بكتابة الأخبار من قبل، و تستخدمها بعض المجلات والشركات.
“Quakebot فالخوارزمية هذه المُسمّاة بـ “
ليست الوحيدة الموجودة في "ذا لوس أنجلوس تايمز"، فالمجلة لديها روبوت متخصص بالكتابة عن جرائم القتل في المدينة.
بينما لا تزال هذه الروبوتات الصحفية غير قادرة على جمع مقال علمي من 2000 كلمة، ولكن البحث واعد ويقترح أن هذه الروبوتات ليست سيئة أبدًا.
نُشرت دراسة تفيدُ أن مجموعة صغيرة من القراء كانوا غير قادرين على تميير كاتب مقال رياضي إنسان أو روبوت! و وجدوا أن المقالات جديرة بالثقة وغنية بالمعلومات ولو أنها كانت مملّـة بعض الشيء.
هل سيستبدل هذا الصحفيين الحقيقيين ؟
يجيبُ «كريستر كريلول»، قائد فريق الدراسة، بِـلا! ويعتقد أن الروبوتات ستبقى بشكل عام عالقة بالمستوى العادي الممل من القصص التي تقدمها الآن، تاركة بذلك المهمات الأكثر تعقيداً كالسرد وشهادات العيان للصحفيين البشر.
:Quakebot يقول مخترع
ولكن لا يزال لدى هذه الروبوتات الصحفية الكثير من الفوائد، فيقول أن المقال الذي نُشر كان سريعًا ومحتويًا على كافة المعلومات، وطالما بإمكاننا أتمتة هذا العمل فلِم لا؟
يقول خبير آخر متخصص بالإحصاءات، والذي تنبأ بشكل صحيح بنتيجة الانتخابات الأمريكية، أن الروبوتات الصحفية تتعلق بشكل أساسي بالبيانات فهي تكتب المقالات الرياضية مثلاً عن طريق معالجة بيانات كثيرة من نتائج رياضية
إلى أرقام مبيعات مروراً بتقلبات أسواق الأسهم، فعندما يأتي الأمر إلى قوة الحوسبة ومعالجة هذه البيانات
فالروبوتات ستهزم البشر دائمًا.
،لنعُد لحالة الروبوت الذي كتب المقال حول الهزة الأرضية، فالأمر هنا شبيه ببعض الألعاب التي يقوم فيها اللاعب بملء الفراغات بجُمل جاهزة
فعندما يرسل مركز المسح الجيولوجي الأمريكي بريدًا إلكترونيًا حول هزة أرضية قوية، تتسرب المعلومات إلى مخدمات الشبكة، بعدها يقوم الروبوت بالاقتران بالبريد الالكتروني للحصول على بياناته، ومن ثم يضعه في قوالب وشرائح جاهزة، وأخيراً يقوم برفع المقالة إلى نظام إدارة محتوى الصحيفة.
فضلاً على ذلك يقوم بإرسال تذكير عن طريق البريد الالكتروني إلى محرر الصحيفة ليلقي نظرة عليه.
أما بالنسبة لبعض الطرق الأخرى فهي أكثر تعقيدًا، فروبوت آخر يقوم بمسح البيانات للكشف عن الأشياء المثيرة للاهتمام و يركز أكثر على القصص الشخصية والتي تثير انتباه فئة قليلة من الجمهور.
ففي عام 2013 قامت الشركة المسؤولة عن هذا الروبوت بتصفح أكثر من 300 مليون محتوى. حيث يعتقد معظم الصحفيون أن المدير التنفيذي للشركة يفضل أن يكتب مقالًا واحدًا ليقرأها الكثير من الناس، بينما هدف الشركة الآلي
هو فعل العكس.
يقول الرئيس التنفيذي :"سننتج مليون قطعة غنية المحتوى و نأمل أن يقرأ مليون شخصًا في النهاية واحدة منها فقط”.
حالياً الروبوتات هذه قادرة على القيام بأساسيات العمل الصحفي، فهل سيكون التحرير هو العدف القادم؟
“أحب في نهاية المقال أن أعطي هذه الوصلة للقراء والمحررين وكاتبي القصص والخوارزميين أيضا : "كما تعلمون، أنا أفهم أن هناك
مفاضلة بين كل من الإيجاز والمحتوى، أو بين التوقيت والتحليل، وهذا الشيء الجديد لا يزال سوى بريقًا في أعيننا ولكن يحق هذه شيء يستحق أن نبنيه”.
المصدر: