علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
لم قد تسوء العلاقات العاطفية بين ذوي الشخصيات المختلفة؟
كل شخص بيختلف عن التاني بطبعه وشخصيته، في أشخاص خجولين وانطوائيين وفي أشخاص منفتحين وجريئيين وفي ناس بيتمتعو بشخصية بتجمع بين هالصفتين المتناقضتين ، بس ياترى شو سر الانجذاب اللي ممكن يصير بين شخصية انطوائية وشخصية منفتحة بالعلاقات العاطفية و هل ممكن هالاختلاف بالشخصية يأثر على هالعلاقة؟ خلونا نشوف بهل المقال.
لماذا قد تأخذ العلاقات بين الأشخاص ذوي الشخصيات المُختلفة اتجاهاً خاطئاً؟
قد تتعثر بعض العلاقات العاطفية وخاصة تلك التي يكون فيها الشريكان كلٍّ منهما بشخصية مختلفة تماماً عن شخصية الآخر أو ما يُعرف بـ "العلاقة المُختلطة"، إلا أن فهمنا ووعينا بأنماط الشخصية قد يُساعد كثيراً على إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
عادة ما تقوم المستشارة النفسية Carol Lennox بإخضاع الأزواج لاختبارات الشخصية، حيث تَطلب من كلا الزوجين القيام بالاختبار وبعد ذلك يقوم كلّ منهما بقراءة نتائج اختبار الطرف الآخر، وبذلك تجد كارول بأن لهذه الطريقة فوائد كثيرة لمساعدة الأزواج على فهم أحدهما لشخصية الآخر وإدراك الاختلافات التي قد تؤثر سلباً على علاقتهم.
بالطبع تُعتبر العلاقات شيئاً معقداً، و بما أن الإنسان هو محور العلاقة والإنسان نفسه هو كائن معقد يحمل أفكار ومشاعر متناقضة، لكن ما قد يزيد الأمر سوءاً؛ وجود علاقة تجمع بين كلٍّ من الشخصية الانطوائية والشخصية المُنفتحة.
تكون الاختلافات بين هاتين الشخصيتين واضحة؛ كتفضيل الشريك المنطوي بعض النشاطات الفردية في المنزل في حين يميل الآخر لقضاء بعض الوقت في الخارج والانخراط في أنشطة المجتمع، أو أن يُفضل الأول الهدوء والرغبة في الخصوصية بينما يُحبِّذ الثاني الاحتكاك ومخالطة الآخرين، وتزيد الاختلافات وخاصة عندما لا يكون الشركاء على وعي تام بنمط شخصية الآخر فيبدأ كلّ منهما بأخذ الأمور على محمل شخصي.
إذاً فالأشخاص الانطوائيون يجب أن يعلموا أنهم ليسوا الوحيدين الذين غالبا ما يتعرضون لضغوط تدفعهم للتغيير. إنْ كنت شريكاً لشخص مُنفتح وتصر دائماً على إبقائه في المنزل، فالشخص المُنفتح يشعر بالضغوط أيضاً ويصبح منهكاً، حاله كحال الانطوائي.
تبدو الأشياء مألوفة في بداية الأمر:
لاحظت كارول أيضا أن هناك أمور أعمق مما نظن تكون وراء هكذا نوع من العلاقات حيث تقول: "عليّ أن آخذ كل شخص لماضيه وبالأخص طفولته، لأعرف تماماً ما الذي يفتقد إليه في حياته".
تُعد نظرية العلاج بالصورة الذهنية أو الإيماجو Imago واحدة من أهم نظريات العلاقات، والتي طوّرها د.هارفيل هندريكس وأشار إليها في كتابه "كيف تحصل على الحب الذي تريد، دليل الأزواج." تتناول فكرة أن الإنسان باللاوعي يبحث عمّا يماثل صورته الذهنية رغبة منه في مداواة جراح الطفولة، لهذا يقع اختياره غالبا على أشخاص يُشبهون من قاموا بتربيته، لذا نحن بطريقة أو بأخرى نختار من نشعر أننا سنكون معه في صدام لأننا نحاول باللاوعي إصلاح المشكلات النفسية التي نشأت معنا منذ الصغر، ليس ذلك فقط بل أيضاً غالباً ما ننجذب لما هو مألوف و خاصة للأشياء التي تعلمنا أنها تُمثل الحب حتى لو كان مفهمونا لهذا الحب مُشوّها. على سبيل المثال؛ قد ينجذب شخصاً منطوياً نشأ تحت ضغوط والديه ليكون أكثر انفتاحاً لشريك يمارس عليه نفس الضغوط، وقد يبدو الأمر طبيعياً في البداية ولكن بعد فترة من الزمن سيشعر وكأن الآخرين يتطفلون عليه و سيبدأ تدريجياً بالابتعاد، وبالتالي يشعر الشريك الآخر(ذو الشخصية المنبسطة) بالرفض وبعدم القدرة على تحمل المزيد.
من الأسباب الأُخرى لانجذاب أحدنا تجاه شخص معين هو أن ذلك الشخص قد يُمثل جزءاً خفياً من شخصيتنا لطالما كنا نقوم بكبته و حجبه باستمرار؛ فالشخصية الانطوائية قد تختار شخصية انبساطية بدافع الإعجاب بقدرتها على مخالطة الناس والتواجد في تجمعات كبيرة كالحفلات وإلقاء الخطابات والمحاضرات. وبينما قد تنعم الشخصية الانبساطية بهذا الإعجاب في بداية الأمر إلا أن هذه العلاقة التكافلية قد تأخذ منحاً خاطئاً، فإعجاب الشخص الانطوائي قد يتحول لغيرة واستياء بينما يبدأ الشخص المنبسط بالشعور بالضجر كونه المحرك الاجتماعي الوحيد في هذه العلاقة، فيضغط على شريكه المنطوي ليصبح أكثر انفتاحاً وانبساطاً، مع العلم أنه من الطبيعي جداً الانجذاب لشخص يُجسد صفات نرغب بإظهارها وإبرازها في ذاتنا طالما أننا ننظر لهذا الشخص على أنه مصدر إلهام ومثال يُحتذى به. وكما تقول كارول: "إننا باختيار شريك يمثل ذاتنا الخفية لا ينبغي علينا أن نغرق بالكآبة أو نشعر بمشاعر سلبية".
وتضيف بأننا غالباً ما نعمد لحجب وتطويق جوانب وصفات من شخصيتنا، لأن تلك الصفات لم تكن تحظى بالتقدير عندما كنا في طور النمو. فباللاوعي بدلاً من إبراز ذلك الجانب الخفي في ذاتنا فيكون من الأسهل إيجاد شريك يُظهر لنا تلك الصفات في شخصه، لذا إن كنت تشعر بالنقمة أو الاستياء من شريكك الاجتماعي فعلى الأغلب أن لديك جانباً منبسطاً يتوق للانطلاق.
وفي النهاية ليس كل ما ذكر يدق ناقوس خطر أو يُعَدّ تهديداً بفشل زواجك المختلط، فالحب يعلو فوق كل شيء أوعلى الأقل أغلب الأشياء إذا استطعت أن تبقى حذراً ويقظاً لبعض الأمور، فالمشكلات ليست بالمشكلات على الإطلاق؛ هي فقط مسألة ترتبط بالشخصية والبعض الآخر قد يكون أمور عالقة من الماضي وليست من الحاضر. وحالما تدرك و تعي الأسباب التي تكمن وراء المشكلات ستنعم بحياة زوجية خالية من المُنغصات.
والأهم من كل ذلك بغض النظر عن طباعنا والصفات الشخصية التي نتحلى بها هو أن تكتسب صفة الاعتدال.
المصدر: هنا