الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
المشاكل العشر الأكثر شيوعاً في الأعمال التجارية الجديدة ج2
بدأنا في المقال الأول بتعداد المشاكل التي تواجه الأعمال الصغيرة، و سنتابع في هذا المقال سرد بعض المشكل الأكثر شيوعاً و التي تواجه الأعمال الصغيرة:
4- البيع بسعر قليل جدا
إحدى أكثر المشاكل شيوعاً بين الأعمال التجارية الجديدة هي محاولة التفوق على المنافسين عبر عرض منتجاتك بسعر أقل، ما لم تكن لديك مؤسسة كبيرة مثل وول-مارت فإن هذه الاستراتيجية لن تنفع، قد تسأل لماذا!؟
إن المؤسسات الأكبر و الأقدم توفر المزيد من المال عبر شرائها للمنتجات بسعر أقل، فهي قد أصبحت قادرة على خفض التكاليف عبر علاقاتها مع الموردين، و التي عملت على بنائها عبر فترة طويلة من التعامل مع الموردين و من خلال بناء خطة عمل واضحة و حذرة، ففي مثال سلسلة متاجر وول مارت، نجد أنها قادرة على عرض منتجاتها بأسعار تبدو و كأنها الأدنى لأنها تمتلك عقوداً حصرية مع الموردين بحيث تشتري من تجار الجملة بأسعار مخفضة للغاية، لأن المورد يعلم أن سلسلة ضخمة مثل وول-مارت تمتلك عدداً هائلاً من المتاجر في الكثير من دول العالم و هي بالتالي ستشتري 100 مليون وحدة من المنتج مثلاً، أما انت و بخاصة في بداياتك، كم وحدة ستشتري!؟
أنت بحاجة للوقت كي تبني علاقة جيدة مع الموردين، و بما أنك ستبدأ بحجم عمل ليس بالكبير فلن تتمكن من الحصول على المنتجات بالحد الأدنى من الأسعار، فإن حاولت هزيمة وول-مارت فسينتهي الأمر بك إلى عدم القدرة على تحقيق أي ربح !
إن الخيار الأمثل هو تسعير منتجاتك بأسعار السوق، لكن ما الذي سيجعلك مميزا عن باقي أقرانك!؟
اطرح منتجاتك بسعر السوق مع اتباع خطة تقوم على مراعاة الجودة العالية، و لا تنسى القيام بالتسويق جيداً لمنتجاتك، و هذه العوامل هي التي تحدد الرابح عند تعادل الأسعار حيث قد يفضل البعض الجودة و الخدمة الجيدة على السعر الأقل بقليل ..
5- ضعف استراتيجية التسويق
إن أحد أهم عوامل نجاح خطة أي عمل تجاري هو خطة التسويق القائمة على أبحاث عميقة. قم بالاعتماد على التقارير الاحصائية التي حصلت عليها و على التعليقات و تحليل المنافسين، و بمجرد تحديدك للفئة المستهدفة من عملك التجاري ستحتاج لحملة إعلامية تحوِل الفئة المستهدفة إلى زبائن يدرون عليك الربح.
إحدى المشاكل الشائعة بين رواد الأعمال الجدد هي الاندفاع نحو الإعلانات الصحفية و الكتيبات اللماعة و الإعلانات التجارية عبر الراديو، لا تنسى أنه عليك الالتزام بالقيود التي فرضتها عليك الميزانية التي وضعتها مسبقاً، عليك أن تدرس كل وسيلة إعلان من حيث تكلفتها و مدى انتشارها للوصول إلى الفئة المستهدفة عبر هذه الوسيلة، فهدفك من الحملة الإعلامية هو أن تصل رسالتك إلى أكبر عدد ممكن من أفراد الفئة المستهدفة !
هناك خطر آخر يتعلق بالقيام بحملة اعلامية ضخمة إن لم تكن مستعداً بالفعل بكامل الجهوزية للعمل على أعلى مستوى، لنقل أن حملتك الاعلامية قد حققت نجاحاً كبيراً و جلبت لمتجرك المئات من الزبائن الجدد، لكن موظفيك لم يكونوا مدربين بشكل جيد، أو أن منتجك كان يعاني من بعض مواضع الخلل التي لم تقم بإصلاحها، فعندها سيتحول نجاح الحملة الإعلامية إلى فشل ذريع، حيث أن الصورة السلبية التي ستتشكل لدى الزبائن ستتحول إلى كارثة كبرى .. لاسيما أن كلمة سيئة تخرج من فم عميلك عن منتجك هي أسوأ ما قد يحصل في مجال التسويق.
6- الحافز الخاطئ
يقوم رواد الأعمال بطرح العديد من الأسئلة المهمة على أنفسهم قبل البدء بعمل تجاري جديد: ما هو المنتج الأفضل!؟ من هي الفئة المستهدفة !؟ أين سيكون المكان الأفضل لمباشرة العمل !؟ لكن أغلبنا يغفل السؤال الأهم: لماذا سأبدأ بهذا العمل !؟
إن مشكلة العديد من الأعمال التجارية هي المخاطر المالية الكبيرة التي تتورط فيها لأسباب خاطئة، يكون الحافز الرئيسي للعديد من رواد الأعمال هو رغبتهم بأن يكونوا رؤساء لا مرؤوسين، بينما في الحقيقة دائماً سيكون هناك دائماً من هو اعلى منك منصباً: ألا و هو الزبون! إن التعامل مع زبون غريب الأطوار لهو معضلة أكبر من التعامل مع مدير غاضب!
إن قمت بإطلاق عملك التجاري الخاص لأنك قد سئمت من عملك السابق و تريد عملاً بساعات أقل فهذا يُعتبر من الدوافع السيئة، إن مدراء الأعمال التجارية الناجحين في الحقيقة يعملون في المتوسط 50 إلى 60 ساعة في الأسبوع في العامين الأولين من عمر العمل التجاري، أي بافتراض وجود يومي عطلة في الأسبوع فهناك 10 ساعات عمل يومياً على الأقل.
إن ما يمكن تسميته بـ "الحافز الجيد" لبداية العمل التجاري الجديد هو بكل بساطة " كسب المال "، قد لا تبدأ عملاً و في ذهنك كسب الملايين، لكن لا أحد سيضع "خسارة المال" كهدف له، فإذا كان حافزك الرئيسي هو كسب المال، فسوف تتخذ كل الإجراءات الضرورية لتضمن بأن تكون خطة العمل الخاصة بك دقيقة، و ستعمل على تقديم منتج عالي الجودة، و ستتأكد من أن موظفيك مدربون بشكل جيد.
7- نسيان الشؤون العائلية
تحتاج الأعمال التجارية الجديدة لمقدار وافر من الالتزام من ناحية الوقت، فمن الطبيعي أن يمضي رواد الأعمال كل ساعة من وقتهم و هم يفكرون في كل جوانب العمل، ليس من الضروري أن يكونوا متواجدين في المكتب أو في مكان العمل فقط ليشغلهم أمر العمل، لكنهم يفكرون بالعمل في كل مكان، و يدور في رؤوسهم وابل من الأفكار حول التسويق لمنتجاتهم أو خدماتهم، تقلقهم القروض المصرفية، و يناقشون من حولهم في ألوان علامتهم التجارية.
إن إطلاق عمل تجاري جديد هو بلا شك أمر مشوق، لكنه يشكل ضغطاً مالياً كبيراً على صاحبه، و يكفي أن تعلم أن الضغوط المالية هي من أكثر أسباب الطلاق شيوعاً في الولايات المتحدة، و لذلك يجب على الزوجين أن يتشاركا الالتزام بالعمل التجاري مناصفة، حتى و إن كان أحدهما عنصراً فاعلاً في المشروع، فعلى كلا الزوجين أن يؤمنا بأن القيام ببعض التضحيات أمر ضروري لنجاح هذا العمل.
ليس الزوجين فحسب، بل على كامل العائلة أن تؤمن بذلك، فعلى المراهق أن يفهم أن اقتطاع جزء من مصروفه أمر ضروري من أجل حسن سير العمل، كما يتوجب على الجدين أن يقوما بمجالسة الأطفال بينما يسهر الوالدان لوقت متأخر في متجرهما.
على كل حال لا يجب أن ينسى رائد الأعمال تخصيص بعض الوقت من أجل عائلته و أصدقائه، إن هذه الشبكة التي دائماً ما تدعمنا سوف تعمل على تخفيض الارهاق الذي يصيبنا خلال ساعات العمل الطويلة.
سنتابع في مقالنا الثالث و الأخير باقي المشكلات العشر التي تواجه الأعمال الصغيرة.
المصدر