الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية
الإدارة في 1920s ج2: نبيّة الإدارة
في الجزء الأول من الإدارة في فترة العشرينات سلّطنا الضّوء على منهج دراسة الحالة الّذي تمّ تعريفه في جامعة هارفرد في بداية العشرينات.
وفي هذا الجزء سنقوم بالتّعريف برائدة شبه منسية في علوم الإدارة وهي ماري باركر فوليت والتي نادت بالتشاركية في الإدارة في عشرينيات القرن الماضي.
ماري باركر فوليت ونظرية الإدارة:
إنّ نظريّات فيلسوفة بدايات القرن العشرين السّياسية ،ماري باركر فوليت، أضافت الكثير إلى نظرية الإدارة الحديثة وإلى المنظمات والقيادة ذات الأوجه المتعدّدة والتي لها العديد من الخصائص والوظائف والأنماط.
إنها بناء لا يزال الجدل قائماً حوله في فترات إحياء الاهتمام بأفكار ماري الغنيّة بالمعلومات والملهِمة حول الإدارة والقيادة.
في الواقع فلقد سمّاها الباحث النّظري في الإدارة بيتر دراكر ب "نبيّة الإدارة" و"الزّعيمة".
إنّ أفكار فوليت ملائمة حتماً للمجتمع المعاصر وليس فقط للمنظمات وإنّما للأفراد أيضاً.
ولدت ماري في كوينسي ، ماساتشوتس عام 1868 ولديها أخ أصغر.
طفولتها لم تكن سعيدة بسبب عجز والدتها ووفاة والدها وهي ما تزال في سنّ المراهقة، وفي هذه السنّ الصّغيرة تولّت تدبير المنزل وبعد وفاة والدها تولّت الإنفاق على المنزل.
وفي مرحلة لاحقة تمّ إبعادها عن أمّها على الرّغم من أنّها أصبحت مستقلّة ماليّاً.
درست ماري في أكاديميّة ثاير في برانتري ومن ثمّ في المجتمع الخاصّ بالنساء للدراسة الجماعيّة في كامبريدج التّابع لجامعة هارفرد.
تخرجت عام 1898 من جامعة رادكليف بمعدّل ممتاز مع درجة الشرف في مجالات الاقتصاد ، القانون ، الفلسفة ، وعلم السياسة.
بعد التّخرّج سافرت إلى باريس لإكمال الدّراسات العليا.
بينما كانت لا تزال تدرس نشرت بحث "المتحدث باسم مجلس النوّاب" الّذي فصّل العمليّة التشريعية للكونغرس الأمريكي.
بحثها هذا اختبر الطّرق المستخدمة من قبل ممثّلي الكونغرس ذوي التأثير وأصحاب السلطة على الآخرين ، وتضمّن فحصاً مفصّلاً حول تسجيلات ومستندات ولقاءات مع المتحدّثين الرّسميين.
وقد كتبت باولين جراهام عنه في مقال نشر عام 1995 باسم : (ماري باركر فوليت نبيّة الإدارة):
"مشروع غير مألوف لطالبة جامعية في منعطف القرن"
المفاهيم الرّئيسية التي تقوم عليها فلسفة فوليت:
الترابط : التّعاون مقابل السّلطة القسريّة.
السّلطة : مع التّركيز على مصطلح (السّلطة مع) وليس (السّلطة على) حيث أنّ الحالة ستحدّد الإجراء الواجب اتّخاذه.
المنهج القائم على المجتمع من خلال الفكرة القائلة أنّ القادة الفطريين يولدون ضمن المجموعة .
القائد يرشد، وبدوره يسترشد من قبل أفراد المجموعة.
التّعليم يتمّ بالقيادة.
القائد الماهر يؤثّر من خلال تحفيز الآخرين.
فكرة القيادة السّلسة حيث أنّ هناك علاقة تجمع القائد بباقي الأفراد ودور القائد يظهر عند الحاجة (القيادة غير الرّسميّة في أماكن العمل).
بعض إنجازات ماري فوليت ومنشورات إضافيّة لها:
في 1900 عملت كمتطوّعة في العمل الاجتماعيّ.
في 1918 نشرت بحثاً باسم :"الولاية الجديدة" الّذي يدور حول المجتمع ، الديمقراطية والحكومة.
في 1927 انتقل إلى انكلترا ودرست في أوكسفورد.
في 1933 أصبحت محاضِرة في مدرسة لندن للاقتصاد.
توفّيت ماري باركر فوليت عام 1933 تاركةً خلفها إرثاً ثميناً من تنظيم الأعمال و الفلسفة الإداريّة القابلين للتطبيق حتى يومنا هذا في عالم الأعمال.
كانت عالمة سياسيّة ، رائدة في العمل الاجتماعي ، متحدّثة مشهورة وكاتبة في بيئة الأعمال ، بالإضافة لكونها مرشدة للقادة الّذين يخوضون في علاقات إدارة الأعمال.
باختصار فلقد كانت امرأة سبقت عصرها.
في الجزء الثالث من الإدارة في عشرينات القرن العشرين سنتحدث عن تأثير هوثورن.
المصادر: