الإدارة في 1960s ج1: تطوّر الإدارة

تشير الكتابات الأكاديمية إلى تطور ملحوظ في فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كان هذا التطور سبب رئيساً في ظهور العديد من المفاهيم والمدارس الإدارية فيما بعد. في واقع الأمر، أخذت الأفكار والأساليب الإدارية التي ظهرت في هذه الفترة حظأ طيباً من البحث العلمي، مما أدى إلى ظهور عدة أساليب إدارية أكثر دقةً و ملاءمة لواقع الحياة.

تعتبر فترة الستينات من القرن الفائت فترة هامة في تاريخ الإدارة بشكل عام، فقد ظهرت العديد من النظريات و ألفت العديد من الكتب المتعلقة بالإدارة في هذه الفترة. و من الجانب الاقتصادي، فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي GDP للعالم في عقد الستينات 6،855 مليار دولار أمريكي في حين أن سعر برميل النفط بلغ 14.42 دولار أمريكي في المتوسط.

سنذكر في مقالتنا عدة نظريات كانت الحدث الأهم في هذه الفترة:

من أهم الأفكار التي برزت في هذه المرحلة مفهوم "قصر النظر التسويقي" " Marketing myopia" التي أشار إليها Theodore Levitt. في Harvard Business Review، في عام 1960

حيث تعمد الشركة إلى بيع السلع والخدمات في السوق الإقتصادي، ولا تركز على احتياجات ورغبات المستهلكين. تفسر النظرية الإقتصادية الكلاسيكية ذلك بأن المستهلكين سيخبرون الشركات بنوع السلع والخدمات المرغوبة من خلال سلوكهم الاقتصادي. تستطيع الشركات دراسة السلوك من خلال دراسة معمقة لآلية إنفاق الأموال وأيضاً من خلال دراسة تفضيلات المستهلك .

يمكن القول أن مفهوم Marketing myopia يشير إلى أن وضع الشركة سيميل إلى التحسن في حال قامت بالتركيز على الوفاء باحتياجات المستهلكين بدلاً من مجرد بيع المتجات.

وتعتبر شركة فورد للسيارات مثال كلاسيكي عند تطوير ادسل، أطلقت فورد في نهاية الخمسينات نموذج أدسل، صُمم هذا النموذج ضمن إطار إستراتيجية تسويقية ساعدت فورد على تقديم أدسل إلى المستهلك كمنتج يمثل ثورة في صناعة السيارات في ذلك الزمن.، وقد تم تصميم السيارة بقصد أن تكون سيارة أنيقة و كبيرة من شأنها أن تلبي احتياجات القيادة لآلاف المستهلكين والأسر في الولايات المتحدة. على الرغم من أن إطلاق ادسل تم وسط ضجة اعلامية و حملة دعائية من وكالات التسويق ، كان فشلها شبه فوري في السوق. أشارت الآراء في ذلك الوقث إلى سوء التصنيع و التصميم للسيارة، وقد أرجع خبراء الأعمال الفشل في عدم قدرة الشركة على فهم رغبات المستهلك. في يومنا هذا اسم ادسل يعد مصطلح مرادف لفشل الأعمال أو التسويق.

الحدث الآخر في الستينات هو نظرية X، Y الموضوعة من قبل Douglas McGregor ، على الرغم من أن أكثر الدراسات الحديثة للإدارة وصفت النظرية بقلة المرونة لكن مازال يشار إليها بإنتظام في مجال الإدارة.

يعتقد McGregor بأن هنالك اسلوبين اساسيين لإدارة الناس X و Y ، العديد من المديرين يميلون نحو نموذج X بالتالي يحققون نتائج سيئة في حين أن أولئك الذين يستخدمون نظرية Y يسمحون للناس أن تنمو وتتطور؛ وبالتالي تحقيق أداء أفضل. ومن المعروف أن الأسلوبين يدعيان بالنمط الاستبدادي (X) وأسلوب المشاركة (Y)، وأنها يمكن وصفهما على النحو التالي:

نظرية (X) المدير المستبد:

• يظن المدير أن الموظف يكره العمل و يحاول تجنبه بقدر الإمكان.

• نتيجة لذلك يلجأ المدير إلى التهديد والعقاب لحث الموظفين على العمل، من أجل تحقيق أهداف الشركة.

• في اعتقاده الشخص العادي يرغب في تجنب المسؤولية، يفضل أن يكون موجه، غير طموح، والأولوية الأولى لأن يكون في أمان.

نظرية (Y) أسلوب المدير المشارك:

• يعتقد المدير أن الموظف يحب العمل بطبيعته.

• يعتقد أنه من غير الضروري تطبيق السيطرة الخارجية أو العقوبات لإجبار الناس على العمل، و الموظف سيستخدم ضبط النفس والتوجيه الذاتي نحو تحقيق أهداف الشركة.

• الموظف سيعمل على تحقيق الأهداف لكي يحصل على المكافأت و الرضى نتيجة لتحقيق الهدف.

• أن الموظف لديه القبول و القدرة على تحمل المسؤولية.

المصادر:

هنا

هنا