الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية
الإدارة في 2000s : التقنية الهدامة
التقنية الهدامة Disruptive Technologies هي ابتكارات تكنولوجية لديها الإمكانات التي تجعلها قادرة على تغيير وإعادة تركيب صناعات بأكملها، عن طريق استبدال الطرق الحالية المستخدمة في العمل. في واقع الأمر إن هذه التقنية قد تمنح المنظمات فرصاً أو تعرضها للتهديدات.
وقد قام بصياغة نظرية (الابتكار الهدّام) الأستاذ في جامعة هارفاردClayton Christensen وتشرح هذه النظرية الظاهرة التي تغير ابتكار أو تقنية جديدة -في السوق أو القطاع- عن طريق إدخال البساطة وسهولة الوصول والقدرة على تحمل التكاليف العالية مما يجعلها أكثر جاذبية وشيوعاً بين الزبائن.
حتى يتم التحكم بآثار هذه التقنيات الجديدة، ينبغي في البداية أن يتم ملاحظتها وتحديدها بدقة. ثم يجب التفكير في الآليّة التي ستغير وتؤثر بها هذه التقنيات على الصناعة، وما إن يتم ذلك فإنه يصبح من الممكن اتخاذ القرار بشأن إدخالها وضمها إلى العمل.
سيارات القيادة الذاتية، الطابعات الثلاثية الأبعاد، وكذلك الحواسيب التي تعتمد الإيماء أو الإشارة (gesture-based computer)، كل هذه التقنيات في أيامنا هذه يمكن اعتبارها تقنيات هدّامة، فهي تسعى لتلبية الكثير من احتياجات المستهلكين، وتستطيع بمجملها أن تغير صناعات رئيسية إلى الأبد.
العديد من قادة الأعمال لا يملكون رؤية جيدة للأثر الذي تتركه التقنيات الجديدة، ويعزى ذلك إلى عدم قدرتهم على معرفة مدى توافق التكنولوجيا السائدة مع احتياجات المستهلكين ورغباتهم، إذ يفتقر هؤلاء القادة إلى المعرفة التخصصية التي تؤهلهم لتقييم تأثير التكنولوجيا الجديدة. قد يستطيعون رصد تأثيرات هذه التقنيات، لكنهم يذهبون إلى اعتبارها تشكل تهديدات ومخاطر على المنظمة، خصوصاً أن هذه التقنيات تستحوذ على الكثير من الأموال في البداية ولا تقدم من العوائد ما يغطي الأموال المدفوعة، هذا ما يجعلها في واقع الأمر ذات مخاطر مرتفعة.
من المهم في النهاية أن نعلم أن التقنية الهدامة هي قوة ذات تأثير إيجابي، فهي ابتكارات تهدف إلى جعل المنتجات والخدمات أكثر سهولة وبأسعار مناسبة، وبالتالي إتاحتها لعدد أكبر من الناس.
Source: هنا